(وقت القراءة: 0 دقائق)

حبيبَ قلوبنا،
حين أرى القمرَ أتذكرك!

وأنت أيها القمر، أيها البدر،
افرح وابتهج، فصفحتك فيها من صفحته البلجاء.
وبهاؤك يشبه بهاءه. لا يضارعه ولا يدانيه، لكن منهُ فيك شيء. افرح وتشعشع، ومد ابتسامتك قدر ما تستطيع.
وكيف لا تجلجل فخارا، وأنت منه فيك شيء؟

أحيانا، أحيانا، أحقد عليك وأحسدك على ذلك،
لكني أتمالك ما يعتمل في صدري وأسد رمقي بالغبطة.

*****


تتدلل علينا وتعذبنا حين تبدأ بالتخفي، وتنمحق أحيانا لتزيدنا شوقا.

توقف عن هذا. إذا كنت تظن أننا سنفتقدك،
فمخطئ أنت وربي، مخطئ وسادر في غيّك!

لا تغتر كثيرا بالشعراء الذين شبّهوا حبيباتهم بك.

ولا تتلهَ بالأغانيّ والمغازلات التي تدور في فلكك.

صحيح أن وجهك بهيّ، لكن لا تكثر من النظر لنفسك في المرآة.

واستمع لي يا بدر فإني لك من الناصحين.

*****

يقال أن "البعيد عن العين بعيد عن القلب".

وُصِف لنا، وما آنسته عيوننا، بيد أنه سويداء الفؤاد.

أما أنت أيها المبتذل شهريا، قريب من القلب أنت، لا لشيء سوى لأنك في مرأى العين، في مرمى العين.

أوتقدر أن تجبرنا على حبك إذا ما صرت بعيدا عن المحاجر؟ هاه؟

أرأيت الفرق يا بدر؟ أرأيت؟

فالزم حدودك يا هذا، "وإن لكم معالم"، فانته إلى معالمك يا بدر.

*****

أيها البدر افرح وابتهج، فصفحتك فيها من صفحته البلجاء.
افرح وابتهج، فصفحتك فيها من صفحته الغرّاء.

لكن لا يطل عليك الأمدُ وتغرك الأمانيّ، فما بهاؤك إلا كسرة من بهائه.

*****

عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن الصحابة كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر"


صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم.