(وقت القراءة: 1 دقيقة)


1. المسلّمات أم الإنجازات؟


يسألونني "ألا تحتلفين بقرب مرور شهرين على ذكرى مايو وقد أسقمتنا بمقالاتك ونقيقك حول حقوق المرأة السياسية؟"

أقول، هل نحتفل بالمسلمّات أم بالإنجازات؟ هل نحتفل لأن حقًا مؤجلا جاء أخيرًا بعد طول انتظار أم نحتفل لأن انجازًا برز من هذا الحق ولأن مسؤولية حُملت كما ينبغي؟ أخشى كل ما أخشى أن يتحول حصول المرأة على حقوقها السياسية إلى حال شبيهة بكحال كثير من أخواتها العربيات؛ ذر للرماد في العيون، و"ديكور" يُتفاخر به حين الملمات. أخشى أن يتحول الحصول على الحقوق السياسية إلى أكبر الهم ومبلغ العلم، أن يتحول إلى غاية يركن إلى الكسل من بعدها بدلا من أن يغدو وسيلة لرفع المظالم وتحقيق دور موازن. نعم سأحتفل، سأحتفل حين يتغير قانون الأحوال الشخصية، وحين تحصل المرأة على الرعاية السكنية بشكل أصيل، وحين يتغيّر قانون الجنسية إزاء المتزوجة بغير كويتي وغيرها من الإجحافات. حين ذا سأحتفل بشدة.



2. المصاححة لا المحاصصة


يقلقني كثيرا مطالبة البعض بنظام تخصيص مقاعد للنساء(Quota كووتا وتنطق خطأ كوتا) وأقل ما يقال في هذه المطالبة أنها تنم عن عن إحساس لا شعوري بأن النسوة سيفشلن، وبالتالي وقطعا لذلك تمت المبادرة بهذا المقترح حفظا لماء وجه النساء.

كما أن الشرفاء من أخواننا المرشحين يعانون من الواسطة وشراء الاصوات والقبلية وغيرها من الطعنات التي تتلقاها خاصرة ديموقراطيتنا، فإن على المرأة أن تمر بما يمر به أخوها. ومن بين التحديات التي ستواجها - وعليها أن تثبت جدارتها أمامها - هي عدم تقبل البعض لها. أما السير وراء هذا الاقتراح سيتحوّل بنا الأمر إلى نظام"محاصصة" وسيطالب البعض بحصة تخصص لنواب أعمارهم بين 30-35 بما أن هذه الفئة القريبة من الشباب غير ممثلة بشكل جيد في البرلمان، وسيطالب البعض الآخر بمجموعة مقاعد لنواب يرتدون البزات لأن البرلمان يسوده لابسو الدشاديش، ولا تستغربوا من مطالبة البعض الآخر بمقاعد لنواب يقل تعليمهم عن المرحلة الثانوية!
ليست هذه هي المنقصة الوحيدة لنظام المحاصصة، فتحوله إلى مسكّن للألم أدهي وأمر. لأن المرأة من خلاله تتجاوز العقبات التي تواجهها بالقفز فوقها وليس بحلها، وهذا يعني أن أنماط التفكير تجاه المرأة هي هي. لا نعوز المحاصصة، بل نعوز العمل والعافية والمصاححة من أجل دور إيجابي للمرأة.




3. ظاهره الرحمة وباطنه العذاب


لا أحد سيزعجه من أن تلتزم المرشحة للبرلمان بالشريعة الإسلامية، لكن السؤال ألن تنزعج المرشحة الملتزمة دينيًا إذا وصلت البرلمان ووجدت أن القانون لا يلزم زملائها بالالتزام بالشريعة الإسلامية بدورهم والغض من البصر على سبيل المثال؟ هذا الشرط باطنه الرحمة لكنّ ظاهره العذاب والإقصاء. قضية برسم مجلس الأمة، والواصلين والواصلات إليه علّه يعدّل في اللائحة الداخلية للمجلس التي من الجميل أن تضاف لها بنود تضمن احترام الطرفين لبعضهما البعض وحماية أي طرف قد يتاذى وتنتهك حقوقه.