(وقت القراءة: 1 دقيقة)
يبدو أن شكوانا كنساء من الاضطهاد الذي نخضع له في هذه البقعة من العالم يغدو أممياً إذا ما انتقلنا إلى عالم السايبر؛ فإحدى دمي "باربي" الناطقة كانت تقول "I Hate Maths " أكره الرياضيات" لم تكن ويا للعجب عربية، فالأنماط الموروثة المرثوثة حول أن المرأة غير بارعة في الرياضيات ليست عربية وحسب. الأمر لسوء الحظ لا يقف عند "باربي"، بل يصل إلى معدلات النساء الدراسات ، المدرسات، المشتغلات، المهتمات، بل وحتى المستخدمات للكمبيوتر أو بعبارة أدق تقنية المعلومات. تشرقت النسوة أو تغربن، تظل معدلات مشاركتهن المجتمعية في الغالب الأعم متدنية. الأسوأ يحدث عندما نحاول أن نصيخ السمع لأنماط استخدام المرأة تقنية المعلومات، فنظرة مسحية على ما تبحث النساء في محركات البحث الإنترنتيّة كمثال كفيلة بان تكون مؤشرا لمشكلة جدية. التقنية لا تغير المجتمعات بجرة قلم، رغم أنها قد تعدل و قد تفــعل. والأنماط الكامنة حول دور المرأة في المجتمع و حول قدراتها وحول إنسانيتها والهوس الارتيابي بان من يملك التقنية يملك التأثير لن تنزوي بعيدا باختراع تقنية جديدة، فها هي الأنماط السقيمة تعود لعادتها القديمة، و تزج بنفسها هذه المرة في فضاء السايبر وأودية السيليكون. المثير للسخرية وللتعجب في ذات الآن هو أن أول مبرمجة للكمبيوتر (والحديث هنا عن البرمجة بشكلها الأوّلي) كانت امرأة؛ ايدا لفلس بايرن ابنة الشاعر الكبير اللورد بايرن. وزارة الدفاع الأمريكية كرمت "ايدا" في عام 1980 بإطلاق اسمها على لغة برمجة تستخدم للأغراض الدفاعية. ما دمنا متساوين مع الغرب في وجود سقف زجاجي استحال سقفا حجريا لدينا، لم نحاول التماهي معهم تقنيا وننتج لغة برمجة عربية يتيمية. وإذا سألتم عن التسمية، فـ " ايدا" ارتبطت بالدفاع، فلم لا نسمي لغتنا المنتظرة "أسما" نسبة إلى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها التي دافعت عن الإسلام طالما أن الحديث هنا عن الدفاع. أما على الأرض التقنية فأسماء دعيت ذات النطاقين وهذا يتفق مع طبيعة الكمبيوترات التي تعتمد على نمط ثنائي. وإلى أن نجد "أسماءات" في عصرنا الحديث نرجع للماضي قليلا بحثا عن اسم، ولنعمل في الحاضر بحثا عن موقع ودور.