(وقت القراءة: 1 دقيقة)

إسلاميو الكويت طالبوا بتطبيق حد الحرابة على "مجرم حولي"

جريدة الوسط، الإثنين، 23 يوليو 2007

عبر عدد من الشخصيات الإسلامية عن ارتياحهم لسقوط «مجرم حولي» مثمنين جهود رجال الأمن الذين تمكنوا من القاء القبض عليه في اللحظة الأخيرة.
وأجمعوا على المطالبة بإنزال اقصى العقوبات عليه، معتبرين اياه مفسدا في الأرض يستحق تطبيق حد «الحرابة» الذي حددته الشريعة.
وحذروا من التهاون معه او ترك الثغرات القانونية التي يمكن ان تخفف عنه عقوبة الإعدام التي طالبوا بها في مكان عام.
فماذا يقول علماء الشريعة؟
التفاصيل تحملها السطور التالية:


في البداية يرى استاذ الدراسات الاسلامية بكلية التربية الدكتور خالد شجاع العتيبي ان تنفيذ عقوبة الاعدام في «مجرم حولي» اقل ما يجب، على اعتبار انه من المفسدين في الأرض. ويقول: ان مثل هؤلاء المجرمين الذين يغتصبون الاطفال ويروعون المجتمع وتصطبغ طباعهم بالصبغة الشاذة والانحراف السلوكي، لابد ان يكون امامهم حكم رادع يمكن من خلاله تخويف من تسول له نفسه الانخراط في مثل هذه الجرائم او يحاول ان يقع في مثل افعالهم. وأضاف: والأفضل ان تطبق فيهم الحدود علانية امام شهود من المجتمع وهذا احد مقاصد الشريعة من تطبيق الحدود.

تطبيق الشريعة
اما الشيخ محمد حسن الانصاري، فيوضح ان «مجرم حولي» يجب ان يطبق عليه حد الحرابة، خصوصا ان المالكية يرون ذلك في مذهبهم على كل من افسد في الأرض او ردع الآمنين، لكن هذا المجرم فعل ما هو اشنع من ذلك، فهتك العرض واغتصب ووقع في كثير من الكبائر التي توجب الحدود في نصوص الشريعة.
واستدرك الانصاري قائلا: المشكلة في مجتمعاتنا الاسلامية ان تطبيق الحدود الشرعية مغيب بسبب تطبيق القوانين الوضعية التي تتضمن كتيرا من الثغرات المفسدة لحدود الله تعالى.
وقال: ويحق لمن بيده القرار ان يطبق على المجرم عقوبة تعزيزية تتوافق وحجم جرائمه، والتعزيز في الشريعة يبدأ من البعض في الوجه وحتى النفي في الأرض او القتل «سياسة».
ووصف «وحش حولي» بأنه مجرم يحتاج الى عقوبة رادعة تكون عبرة له ولغيره ممن تسول لهم أنفسهم الوقوع في مثل هذه الجرائم البشعة.
وأكد الانصاري أن عقوبة الاعدام يجب ان تقام في مكان عام ليشهد عذاب أمثال هؤلاء المجرمين طائفة من المؤمنين. وبيّن أن حدود الله وتطبيقها من المجتمع خير علاج لمثل هذه الحالات الشاذة، وكما قيل فإن«الحدود جوابر وزواجر» كما أن في تطبيق الحدود صيانة لحقوق الآدميين والمجتمع، وحتى غير المسلم يعيش في أمن وأمان في حال تطبيقها.

القصاص العادل
واتفق الشيخ احمد الفلاح نائب أمين عام اللجان الخيرية مع الآراء التي سبقته في أن أقل ما ينفذ في حق أمثال هؤلاء المجرمين هو إقامة القصاص العادل.
وقال: والمشكلة تكمن في بيئة أمثال هؤلاء الذين يتباهون في ما بينهم بمثل هذه الجرائم، ولذلك يجب أن تكون العدالة لهم بالمرصاد، وتطبيق أقصى العقوبات عليهم حتى لا يكون إنزال العقوبات المخففة في حقهم تشجيعا لأقرانهم على الفساد والافساد، وحتى عقوبة السجن قد تكون إكراما لهم، إنما يتطلب الامر عقوبة زاجرة رادعة فيها عظة وعبرة له ولغيره.

حدّ الحرابة
ويرى الداعية الاسلامي الدكتور محمد الشطي ان تطبيق حد الحرابة هو الحد الأمثل لردع أمثال هؤلاء المجرمين بجانب الاحكام التعذيرية التي ينبغي أن تنطلق من الحرص على المجتمع وإشاعة الأمن من جنباته.
أما أستاذ الشريعة الدكتور أمير الحداد فيؤكد أن الفطر السوية تنسجم مع أحكام رب العالمين ويقول: إن المحافظة على أوامر الله في مصلحة المجتمع كله وليس للأفراد وحدهم، مشيرا إلى أن الالتزام بشريعة الله والمحافظة على القيم وتنمية الاخلاق، والجانب الديني من شأنها أن تعمل في المجتمع سياجا مانعا ضد هذه الظواهر المشينة. وحذر من شذوذ المجتمعات التي قد يصل بها الحد كما كان من شأن آل لوط عليه السلام الذين بيّن القرآن حالهم في قوله:
«أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون» فأصبحت العفة والطهارة ذنب يقتضي الطرد، مما يدل على ان المجتمع بأكمله يشذ، واستدرك قائلا: إلا أن هناك مجتمعات لم تسمح بالشذوذ في أميركا نفسها لأن ذلك يخالف الفطرة الانسانية. وشدد الحداد على ضرورة أن يردع الشخص الذي يروع المجتمع بسلطة القانون، واذا كان مريضا نفسيا ومارس الرزيلة لابد أن تقع عليه العقوبة كذلك، اما إذا كان مريضا ولم يرتكب خطأ فيحجر عليه حتى يعالج.

المجتمع الكويتي
الدكتور مبارك الحربي الاستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت يقول: ان ظهور مثل هذه الحالات لا يمت الى المجتمع الكويتي المسلم بصلة، ما يستوجب التوقف عند بعض النقاط المهمة والتي ان طبقت ستكون كفيلة بردع العابثين بأعراض الناس. وقال: ان من الضروري للمجتمع التحاكم الى شريعة الله قولا وعملا حتى تهذب السلوكيات وتحفظ النساء من التبرج، وصيانة الغرائز الانسانية، وطالب الحربي بعدم نشر كل ما يثير الغرائز عبر وسائل الاعلام، وتضييق الخناق على مروجي الفساد وشقق الدعارة وبيان الجزاء والعقوبات المقررة «الحدود والتعاذير».

رجال الأمن
أما الشيخة عائشة المبارك الصباح، فقد عبرت عن سعادتها بالإمساك بهذا المجرم، مشيرة الى دور رجال الأمن الكويتي الأوفياء، وثمنت دورهم في استتباب الأمن، وقالت: لقد قال لي ابني الصغير بسعادة: «الآن أروح حولي وأنا مرتاح». وتابعت: «أسأل الله ان يديم علينا نعمة الأمن وان يكشف لنا شرار النفوس»، ونقلت الشيخة عائشة الموجودة حاليا في المملكة العربية السعودية، مشاهدتها بالمدينة المنورة، وقالت: «خلال جولتي الحالية في المملكة العربية السعودية زرت المدينة المنورة منذ يومين وشاهدت كيف عذبت السلطات أحد المجرمين علنا وسط المدينة، لأنه أشاع الخوف بين النساء، وان شاء الله يلقى هذا المجرم عقوبة رادعة مناسبة لحجم جريمته، وان تنزل فيه العقوبة علنا حتى يكون عبرة لغيره.

المجتمع العزوبي
أما الناشطة الإسلامية خولة العتيقي، فقد طرحت عدة نقاط مهمة، وقالت: انه لا بد من الانتباه في ما يتعلق بهذه الجريمة التي وصفتها بـ «النكراء»، التي أقلقت وبثت الرعب في المجتمع شهورا طويلة، وطالبت بالحد من العمالة الرجالية العازبة وان نسهل لهذه العمالة احضار أسرهم شخصيا وان نحد من العمالة السائبة، فالبلد بحاجة لتنظيف جذري وقالت العتيقي: اما الذين يرتكبون الجرائم ويتم إبعادهم عن البلاد، فنجدهم يدخلون اليها ثانية بجوازات سفر مزورة، وبالتالي لا بد من العمل الدؤوب لوزارة الداخلية مع وزارات الداخلية في العالم من أجل اعتماد الطرق السهلة لكشف التزوير حتى لا يعود هؤلاء المجرمون مرة أخرى. وقالت خولة العتيقي لأولياء الأمور: «المفروض ان يحرص الأهالي على ابنائهم ولا يملون من تحذيرهم من التحدث مع الغرباء ولا يتركونهم في أماكن يختلي بهم أي شخص كان، سواء كان حارسا للعمارة أو من الذين يسكنون في البيوت ولا بد ان ينتبهوا، فالبيت يمتلئ بالخدم والسائقين، بل وحتى العمال في المجمعات التجارية، يجب ألا نثق بهم، فلا نجعل أطفالنا يذهبون لأي محل من دون مرافق، فلا بد للأهل ان «يخلّوا بالهم على عيالهم». وقالت: اذا لم تكن العقوبة شديدة ورادعة تصل الى حد الإعدام، فإنها لن تردع الآخرين عن ان يحذو حذو هذا المجرم.

مستوى الرعب
وفي السياق ذاته، أكدت حياة الياقوت مديرة تحرير موقع ناشري الالكتروني، ان الجريمة كانت شديدة وهزت المجتمع الكويتي لشهور طويلة، لأنها متعلقة بالأمن الاجتماعي، ولهذا لا بد ان تكون العقوبة على مستوى هذا الرعب الذي عاشه الناس لشهور طويلة، وعلى مستوى الأذى النفسي الذي لحق بالاطفال الأبرياء الذين اعتدى عليهم هذا المجرم.
وشكرت رجال الأمن على جهودهم وإمساكهم بالمجرم في اللحظات الأخيرة.

 

http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?pageId=130&MgDid=13879