(نُشرت في جريدة الراي، عدد الاثنين 4 نوفمبر 2024، صفحة 15.)
راهنوا، وخسروا. ثبّطوا، وتفاجؤوا. مَن كان يصدق أن الجماهير العربية طويلة النفس إلى هذا الحد؟ وهي الجماهير المجرَّبة قبلا؛ جماهير غضوب سريعة الاشتعال، وسريعة الانطفاء أيضا.
رأينا الجماهير العربية تقاطع البضائع الدنماركية في أزمة "يولاندز بوستن" عام 2005، وتقطع البضائع الفرنسية في أزمة "شارلي إيبدو" عام 2020. ثم عادت ريمة لقائمة التسوق القديمة، تنتهبها الاستهلاكية وتتحكم بها قوى السوق. لكن ريمة -أو الشعوب العربية- أظهرت هذه المرة سلوكا يستحق الالتفات والدراسة، ليس لأنه ينم عن ثبات وإرادة، بل لأنه ينم عن تغير سلوكي طويل المدى، تغير لا يحدث إلا لأن هناك أشياء تغيرت في البنية النفسية للإنسان العربي. مؤشر مبشر يستحق الالتفات.
المقاطعة قوة ناعمة، وطريقة مسالمة -لكن فعالة- في إيصال الصوت. بصوت المال أوصلنا أصواتنا. تفرقنا مذاهب عديدة في
...{gallery}galleries/ai{/gallery}
(نُشرت في جريدة الراي، عدد الاثنين 14 أكتوبر 2024، صفحة 19.)
إنّه الوحش! هناك مَن أخرج وحش فرانكنشتاين من مختبر التجارب، وأطلقه ليجوس بين بني آدم. صار وحش فرانكنشتاين... أعني الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول أيدي الجميع، حتى الأطفال. كانت تجارب الذكاء الاصطناعي في متناول أيد قليلة، ثم جاءت شركة OpenAI، ولأسباب بعضها اقتصادي وكثير منها غامض، وقررت أن تتيح منتجها ChatGPT للعامّة. بين ليلة وضحاها، ماجت البشرية، وتخلخلت طرائق التعليم، وصار البعض يشعر بتهديد مُحْدق ليس لوظيفته وحسب، بل لهويته وكينونته أيضاً. وبعدما كان المرء منا يفخر بما يتقنه ويَعده مجالاً لموهبته وخبرته، صار يشعر أن هناك مَن يعمل عمله، ولكن بشكل أسرع وأكفأ، ومجاناً أحياناً! وحينئذ، بدأ سباق خدمات الذكاء الاصطناعي، وجهدت الشركات ينافس بعضها بعضا. إمكانات الذكاء الاصطناعي مرعبة، وأقولها ذماً لا مدحاً.