النون واللام والراء أحرف متقاربة في مخرجها، ويكثر الخلط بينها. فالأطفال مثلا كثيرا ما يحولون الراء لاما، فيقولون: "بلوح اللوضة" أي "بروح الروضة".

وهذا موجود في لهجتنا الكويتية إذ نحول الراء لاما في بعض الكلمات مثل: بنطرون (أصلها بنطلون)، ونحول اللام راءً في كلمات مثل النيبار (أصلها النيبال)، وفليزر (أصلها فريزر)، ونجد بعضنا يقول "فنيان" والبعض الآخر يقول "فنيال"، وهذا حاصل في العربية أيضا إذ يصح أن نقول فنجان أو فنجال.
وفي كثير من اللهجات العربية نجد هذه الظاهرة. فكلمة دهليز ينطقها البعض دهريز بالراء وهناك منطقة في عمان اسمها "الدهاريز". و"يا ليت" الفصحى تنطق في كثير من العاميات بالراء "يا ريت". وفي بلاد الشام يقول البعض "بلكي" (بمعنى ربما) وينطقها البعض الآخر بالراء "بركي". وكلمة "ضلفة" (كقولنا ضلفة الباب) ينطقها البعض "ضرفة" أو "درفة". والبعض يسمي الورل (وهو زاحف صحراوي) بالورر. "وكلمة "راح" ينطقها البعض في بلاد الشام "لاح". وسمعت في مسلسل سوري أحدهم يقول: "لاح أطلب". وفي المقطع المرفق نجد الشخص يقول "لحنا" وهي تحوير لكلمة "نحنا"، إذ تحولت النون لاما.

 وذات مرة كنت أتكلم مع امرأة تايلندية، وأخذت تقول "كلبون"، "كلبون"! وتساءلت ما هذا الكلبون! إلى أن فهمت من سياق الكلام أنها تعني "كربون"! وبعد البحث اكتشفت أن اليابانيين يخلطون بين اللام والراء أيضا، فينطقون بعض الكلمات تارة بالراء وتارة باللام دون أن يتغير المعنى. وفي هذا المقطع من مسلسل ماروكو الشهير، نجد الشخص يقول "ريراكس" أي "ريلاكس".

وفي لهجات عربية مثل اللهجة المصرية وبعض اللهجات الشامية نجد اللام تتحول إلى نون كما في قولهم "إسماعين" أي إسماعيل، و"برتقان" أي برتقال، و"منيح" التي أصلها مليح، و"جون" التي أصلها "جول".

وفي اللهجة المصرية في قولهم "امبارح"، نجد أن اللام تحولت إلى ميم، إذ أن أصل الكلمة "البارح". وهذه ليست ظاهرة حديثة. بل إن بعض أهل اليمن يقلبون لام أل التعريف ميما. فيقولون "امْسماء" أي السماء. وقد كلم الرسول صلى الله عليه وسلم نفرا منهم بلهجتهم هذه، فقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من امبر امصيام في امسفر" أي "ليس من البر الصيام في السفر".