الصلاة على الأموات و"الطفل" يرحمكم الله.
لماذا يقول المنادي "الطفل" وليس الأطفال؟
أيعقل في كل مرّة أن يكون الميت من الاطفال طفلا واحدا فقط؟
السبب في قوله هذا أنّ كلمة "طفل" يجوز أن تُستخدم للمفرد والجمع.
جاء في المعاجم: "الطِّفْلُ: الولدُ ما دام ناعما، وقد يقع على الجمع."
وقد وردت كلمة "طفل" في القرآن الكريم في ثلاث آيات، وكان معناها الجمع لا المفرد:
{... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء ...} [النور : 31]
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ...} [غافر : 67]
{... ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ...} [الحج : 5]
ووردت أيضا "أطفال" بصيغة الجمع، كما في قوله تعالى:
{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ...} [النور : 59]
ومن الكلمات التي تطلق على المفرد والجمع: بشر، وخصم، وصديق، وضيف.
أمّا "صديق"، فقد جاء في لسان العرب: "قد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ."
وجاءت الكلمة في قوله تعالى:
{... أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ...} [النور : 61]
وصديق هنا بمعنى أصدقاء. فسياق الآية كله يتكلم بصيغة الجمع. كما لا يعقل أن يكون لجميع المخاطبين صديق واحد فقط.
وكذلك كلمة بشر. جاء في لسان العرب:
تُطلق على "الأُنثى والذكر والواحد والاثنين والجمع."
وجاءت في القرآن الكريم بمعنى المفرد في قوله تعالى:
{... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [الإسراء : 93]
وبمعنى الجمع في قوله:
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ...} [إبراهيم : 11]
وكلمة خصم أيضا تُطلق على المفرد والجمع.
قال تعالى:
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [صـ : 21]
وخصم هنا جمع، والدليل الفعل "تسوروا: جاء بالجمع.
وكلمة ضيف، تطلق على المفرد والجمع.
قال تعالى:
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24]
جاء في لسان العرب: "الضَّيْفُ المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع."