يحكى ان – و هي طرفة تصورية – ان مركزا لدراسات التنمية اراد استطلاع اراء اطفال حول مشكلة الغذاء ، فصاغ سؤالا يقول ( هلا اخبرتنا عن رأيك في مسالة نقص الغذاء في العالم من فضلك ) و قام ببعثها لعديد من الاطفال حول العالم ، الا ان الجميع ذهل عندما عادت معظم الاوراق بيضاء من غير سوء .

فتقرر عندها تشكيل لجنة تبحث في الموضوع . و عندما ذهب مندوبو اللجنة الى الاطفال العرب ليسألوهم عن سبب احجامهم عن الاجابة فاجابوا " لم نفهم ماذا تعني كلمة رأي " ، و عندما توجهت الى افريقيا اجاب اطفالها " و ماذا تعنون بكلمة غذاء؟" اما في اوربا فبرر اطفالها استعصاء الاجابة عليهم بجهلهم بمعني مصطلح نقص الغذاء .و في الولايات المتحدة لام الاطفال عدم معرفتهم بمعني كلمة العالم ، اما في أمريكيا الجنوبية حار الاطفال في معني عبارة من فضلك !

لا اقصد شيئا مهينا او عنصريا من هذة الانماط المقولبة حول الامم فلست انا من ابتدع هذة الطرفة . لكن الم يكن اجدى لو جمع الاطفال معا ليفكروا و يجيبوا مجتمعين.

عندها سيصادف الطفل الأمريكي معنى كلمة العالم و بالالوان ، و سيتعلم العربي عمليا ما هو الرأي و سيضطر الجنوب امريكي الى التعرف و استخدام عبارة من فضلك ، اما الاوربي  و الافريقي  فسيحلان جهلها لان الامر تعرف باضدادها فسيعرف الافريقي معنى الغذاء و سيشرح عندها مشكلة نقصه – او انعدامه -للاوربي .

الم نخلق شعوبا مختلفة لنتعارف قبل ان نتصارع فنصدم و نختصم. اليس من العدالة ان نسمع للاخر و نعلمه و نتعلم منه قبل ان نجرمه و يجرمنا فنحرمه او يحرمنا من فضيلة الاختلاف؟