كم سنكون ظلومين و فاقدين لحس الاتجاه ساعة نصر على دعوة ما يشهده العالم الان ب "لجة معلوماتية " و "انفجار معرفي " " و ثورة معلوماتية "  و” الجحيم المتواتر من المعلومات”. الم تنفك البشرية بالامس تمارس القلق المكرور ليل نهار حول اهمية العلم و نفاسة المعلومات ، و حول اهمية تطوير السبل لزيادة المعرفة الانسانية ؟  أ الان اصبحنا في "لجة" ؟

احد التعبيرات غير الدقيقة ايضا " للوفرة المعلوماتية " في عالمنا هو "ثورة المعلومات " و هو تعبير سلبي للتنصل من المسؤولية يصور ما توصلت اليه البشرية على انه ثورة مباغتة، و كأننا لم نسع و نقاس سعيا وراءها، و كأنها "نبت شيطاني " برز ، نعالجه اما بقتله و اما بتجاهله و كلا المقاربتين فاشلة.

هل انتقلت البشرية من مشكلة لتقع في اخرى ؟ قبل سنوات كان الوضع  "نقصا" و "جوعا" و "عوزا" و "قصورا " معرفيا مقفرا و مدقعا . هل اصبح الان تكاثر المعلومات هو المشكلة لا شحها ؟ ام انه التعامل السلبي و عين السخط التي تبدي المساوئ تبرما و"ضيق عين" لا طموحا ؟

طلب المعرفة و الفضول جزء من الروح التي نفخها الله تعالى فينا ، ها نحن الان نحاول قمعها عوضا عن البحث عن وسائل للتعامل معها و التمتع بجناها . ثم اليس طلب العلم – دينيا و دنيويا - جهادا ، و مذاكرته عبادة و تسبيحا. الم يكن اول امر تعبدي و استخلافي هو " اقرأ " ؟  أ الان لا نريد ان نقرأ بعد ان اصبح بامكاننا ان نقرأ و نقرأ و نقرأ ؟

لا لتحديد نسل المعلومات ، و  بدلا من "النقيق " علينا التفكير في طرق مبدعة للتعامل معها . الخيارات- و ان كانت صعبة خاصة في الجزء الذي نعيش من العالم - بيد ان علينا لا نقبل الا ان نكون عادلين معها . ثقافة المبادر و ثقافة الضحية هي ما يفرق بين الامم في تعاملها حتى لا تغمرنها "اللجة" فنسقط غير مأسوف عليها في "جحيم الجهل". العلم قوة ،و العلم المدون قوى مضاعفة ، و العلم المنتفع به المعمول به صدقة جارية بل و قوة عظمى !