العيد فرحة ووناسة ونقطة للانطلاق الإيماني طوال العام
بسام الشطي: أمتنا بحاجة إلى الفرح والسعادة .. والعيد فرصة لوحدة الصف
علاء الدين مصطفى ورانيا حسام
جريدة الوسط، لسبت، 13 أكتوبر 2007
العيد فرحة.. يسعد به الصغار قبل الكبار وكل يسعد بالعيد وفق فهمه للحياة، فالصغار يرون في لبس الجديد واللهو واللعب البريء هو قمة الفرحة، بينما يراه الكبار سعادة للقيام بالطاعة في رمضان وقد تقربوا من خالقهم وبارئهم طوال ايامه ولياليه، لكن هناك صنف آخر من المسلمين، وما أكثرهم، يرون الوقوع في المعاصي وترك الواجبات فرصة للوناسة أيام العيد.
كيف كان العيد أيام زمان؟ وماذا يقول المحسوبون على التيار الإسلامي في هذه المناسبة السعيدة؟ وكيف يرون العيد؟ هذا ما سنعرفه من خلال التحقيق التالي:
في البداية يؤكد استاذ الشريعة الدكتور بسام الشطي ان العيد مناسبة
ايمانية والفرح فيه سنة نبوية. كان الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم،
يحرص فيه على التواصل مع الأرحام ويزور الأهل والجيران.
ويقول: بل إن العيد فرصة للتصافح والتسامح والتجاوز عن الخلافات ونشر
ثقافة الحب والعفو في جنبات المجتمع المسلم، مضيفا: كما أنه فرصة لاجتماع
شمل الأسر بعد الاجتهاد في الطاعات والعبادات وإشعار الجميع بلذة العبادة
في رمضان. ويقول الشطي: كما ان العيد يعني الفرح والسرور والبهجة والسعادة
وهو فرصة لرب الأسرة أن يجلس مع أهله وأولاده في الوقت الذي حذر فيه من
ارتكاب المعاصي في هذا اليوم، لاسيما في ظل عرض مسرحيات سيئة، من خلال
العناوين المعروضة في الشوارع التي تدل على ذرع الفساد بين الشباب
والشابات.
وحث الشطي على اختيار الأماكن الجيدة التي ليس بها شيء يغضب الله تعالى، لاسيما وقد انتهينا من شهر الخيرات والحسنات.
وأعرب الشطي عن امنياته أن يعم العالم الإسلامي الأمن والأمان والسلام وأن
تتوحد صفوف المسلمين وتحقن دماؤهم، لأن الأمة الإسلامية تحتاج إلى ألفة
ومحبة وترابط بين بعضها البعض، متمنيا ان تهدأ الأحوال في لبنان وأن
يتصالح الأخوة في فلسطين وأن يعم الخير في ربوع الأراضي الإسلامية.
فرحة الكويت.
ويتفق رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لمقومات حقوق الإنسان الدكتور
عادل الدمخي مع الدكتور الشطي في أن العيد فرصة عظيمة للمسلمين للتآلف
ونبذ الخلافات وصلة الرحم وزيارة الأهل والجيران والأصدقاء والزملاء.
معربا عن امله في ان يعم الأمن والأمان الأمة الإسلامية وأن يعطى كل ذي حق
حقه وأن يعم العدل في الكويت، وأن تنتهي مشكلات البدون ويكون هناك حل جذري
لهذه الفئة المظلومة وأن يعم الخير على الكويت.
كما اعرب عن تفاؤله بأن تكون جمعية مقاومات حقوق الإنسان جمعية رائدة في
الدفاع عن حقوق الإنسان على المستوى المحلي وعلى المستوى العالمي.
شعيرة إسلامية
رئيس لجنة الكلمة الطيبة خالد السلطان، من جانبه هنأ سمو الأمير حفظه الله
وولي عهده الأمين بعيد الفطر المبارك، داعيا الله عز وجل أن يعيده على
المسلمين بالخير واليمن والبركات.
وقال: إن العيد مناسبة لتطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم لأن العيد
إحدى شعائر الإسلام، فهو يوم فرحة وبهجة وسرور، وهو إتمام لمسيرة الخير في
شهر رمضان المبارك.
وبين السلطان أن يوم العيد هو يوم المسلمين جميعا، وهو اليوم الذي يجب على الناس أن يتحابوا ويتزاورا.
مشيرا إلى أن المسلم يبدأ يومه بالتكبير مهللا ومكبرا، ثم يفرح الناس
بقدوم هذا العيد وبتحليل ما أحله الله لنا من مأكل ومشرب وخلافه.
وحض المسلمين بألا يجعلوا من العيد سببا لارتكاب المعاصي أو الوقوع في
المحرم، محذرا من إيذاء للناس بالمعاكسات في الأسواق أو الشوارع والأسواق
والمجمعات.
وأعرب عن أمله أن تعود هذه المناسبة السعيدة على الأمة الإسلامية بالخير
واليمن والبركات، وأن يأتي العام القادم وأن تكون فلسطين قد تحررت من
الصهاينة، وأن يعم الخير على بلادنا وبلاد المسلمين، وأن يزدهر الاقتصاد،
وأن تنعم البلاد العربية والإسلامية بتطبيق الشريعة.
مكافأة ربانية
ويرى مستشار جمعية الصحافيين عدنان منصور المضاحكة أن التوفيق للعبادة في
رمضان منحة ربانية يتممها الله تعالى على عباده بنعمة العيد، الذي يعتبره
رحمة إلهية ومكافأة للنفوس الطائعة في شهر رمضان، ويقول: يجب أن نتعامل مع
هذه الرحمة الربانية بما يليق بالمنعم أولا وما يليق بالنعمة التي
أديناها، فنزداد حمدا على حمد وطاعة على طاعة، ولا نفعل في العيد إلا ما
يرضي ربنا، ويزيد من عبوديتنا له بالشكر والتكبير والتهليل، وعمل كل ما
يرضيه من صلة الأرحام والصدقة والكلمة الطيبة والتواصل مع من نعرف من
أقارب وجيران ومن لا نعرف من المسلمين المقيمين بيننا، والدعاء لإخواننا
في كل أنحاء العالم، مع ضرورة المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد كل
أيام العيد وسائر العام، ويستطرد المضاحكة قائلا: ومن غير اللائق أن نواجه
نعمة العيد بما لا يرضي ربنا المنعم كقطيعة الأرحام، أو اقتراف المعاصي،
بحجة البحث عن الوناسة والمتعة.
وأشار إلى ما أبلغنا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين
تصفد في رمضان أي ستكون طليقة بعده، وقال: المؤمن العاقل من لا يدع هذا
الشيطان يخسره أرباحه من طاعات رمضان، وذلك بالاستعانة بالله والاستعاذة
من الشيطان ومداومة الذكر والطاعة للمحافظة على رصيدنا الكبير في الشهر
الفضيل.
طعام خاص
اقبال مال الله مراقبة العمل النسائي بالمسجد الكبير تقول: العيد بالنسبة
إلي عيد الفطر له طعم خاص ومميز فهو يأتي بعد أيام عمل وجهد كبير، كنا
نقوم خلالها على خدمة المصلين خلال العشر الأواخر بالمسجد الكبير، وطبيعة
العمل خلال تلك الأيام والسهر خلالها يجعلني بعيدة عن الأهل فنتذوق لذة
الراحة بعد العمل والسعادة بعد الطاعة والجهد المبذول الذي نسأل الله
تعالى أن يتقبله منا، وتضيف قائلة: كما انني في العيد احاول تعويض ابنائي
من أيام العمل السابقة، فإنني احرص على ان تكون لنا طلعة معا في سيارة
واحدة، رغم ان اثنين من أبنائي الثلاثة لديهم سيارات خاصة وخلال تلك
الطلعة نذهب معا لتناول الطعام لنحقق صورة العائلة الواحدة في كل شيء، هذا
غير افطار العيد الذي يكون له طعم مختلف، وتقول: كما احرص على ان نصلي معا
انا وابنائي صلاة العيد ولا اؤديها بالمسجد الكبير بل في أقرب ساحة للصلاة
من منزل الاسرة.
وأضافت: العيد في الكويت له طعم مميز، ولهذا فانني لا أفكر ابدا في قضائه بعيدا عن أرض الوطن.
ملابس العيد
وتتذكر غنيمة الصانع العيد في الماضي وتقول: كان للعيد في ديرتنا طعم خاص
ومختلف تماما، فقد كنا ونحن صغار ورغم انهم جزاهم الله خيرا يحرصون على ان
يوفروا لنا كل ما نحتاج إليه الا ان ملابس العيد كانت دائما لها فرحة
خاصة، وكانت دائما مميزة، ومن كثرة شوقنا لارتدائها كنا نلبسها ليلة العيد
لنتأكد من ان كل شيء على ما يرام ،ثم نفرش الملابس والشنط والاحذية
بجوارنا على السرير لتكون جاهزة لنرتديها منذ ساعات الصباح الباكر.
وتتابع: «وكنا نلعب في نهار العيد بالدوارف وكانت كل منطقة لها دوارف معينة وكنا نأكل الحلويات وشعر البنات».
«كشتات» الماضي
وتعتبر سعاد بوحمرة مديرة ادارة التنمية الاسرية، ان التواصل العائلي
والزيارات من أحلى العادات في العيد، التي تحرص عليها وتؤكدها على أولادها
وتقول «ندور معا على الأهل أول وثاني أيام العيد ونحرص على زيارة الجميع
خصوصا كبار السن».
وتفتقد بوحمرة البساطة التي كانت تميز العيد في الماضي قائلة: «في الماضي
كانت الكشتات، او الرحلات البسيطة والمراجيح تدخل البهجة على نفوسنا، اما
اليوم فتلاحظ ميل الشباب الى الاسراف الزائد على اللزوم ،فيتواجد الشباب
للذهاب الى المطاعم لتناول الغداء أو العشاء معا تاركين اللقاءات العائلية
ليذهبوا الى المطاعم.
وتؤكد بثينة الابراهيم مديرة شركة الإبداع الاسرية ان هذا هو العيد الأول
الذي تقضيه في الكويت، فهي يجب ان تقضي العيد في المدينة المنورة، وتذكر
سبب ذلك قائلة «كنت أذهب الى المدينة المنورة لقضاء الايام الخمسة الاخيرة
من رمضان بالاضافة الى عيد الفطر، فهناك تشعرين بالبساطة وتجدين فرحة
العيد الحقيقية في عيون الاطفال والملابس البسيطة غير المتكلفة، وتتابع:
«كنت أحرص على صلاة العيد في ساحة الحرم النبوي واجلس لأراقب الناس وهي
تفترش ساحات المسجد، وتجدين من يمر عليك ليعطيك ما تفطرين عليه سواء كان
تمرا أو الخبز أو البسكويت ثم نزور قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فستشعرين بحق كأنك في زمن النبوة.
وهناك عادة جميلة جدا عند أهل المدينة وهي التجمع في المزارع، فكل عائلة
تتجمع في حديقتهم الخاصة، ويتناولون معا وليمة العيد، ولا اقصد بالعائلة
الأم والأب والأبناء بل الأعمام والاخوال وابناءهم (جميع العائلة) وتجلس
النساء بعيدا عن الرجال ويحضرن معهن الدفوف لينشدن الاناشيد الاسلامية في
حب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الجو الجميل الذي احبه في المدينة.
حياة الياقوت رئيسة تحرير دار ناشري للنشر الالكتروني تقول: في
طفولتي كان العيد يعني لي شيئين، الحناء والكعب العالي! فكنت اصر ايما
اصرار على ان ازين يدي وقدمي بالحناء في كل عيد، واي محاولة لثنيي عن هذا
التقليد كانت تقابل باعتصام وعصيان مدني منزلي، اما حذاء العيد فكان لابد
ان يكون له كعب، ولا أقبل بحذاء عيد مسطح، رغم اني كنت طويلة في طفولتي،
ولا ازال اتذكر هذه المواقف واستغرب اصراري على هذين الامرين، اما العيدية
فكان لها وقع جميل لا يفوقه جمالا سوى تجمع الأقارب واللعب مع أقران لم
أرهم من شهور، الزمان كان غير الزمان، وبراءة الطفولة وطقوسها الغريبة
كانت تلعب دورا.
اما اليوم فأجمل ما في العيد صلاة العيد وتراص الصفوف الذي يذكرنا بالتهجد في رمضان، .
وأشارت الى ان من المواقف الطريفة «تعرضي في ثاني يوم للعيد لمرض النُكاف
(الخاز باز) وذلك قبيل دخولي الروضة، وكنت أتحرق شوقا وقتها لدخول الروضة،
وقد اخذني اهلي الى احد المستشفيات المتخصصة، وكنت حينها فرحة جدا لأني
كنت أظن ان هذا المكان الجديد هو الروضة! لكن سرعان ما اكتشفت الأمر حين
دخلنا المبنى، وقضيت بقيةأيام العيد فيه، لكن ظللت احلم طوال هذه الفترة
باليوم الذي سأدخل فيه الروضة.
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?pageId=130&MgDid=25853