في اليوم الثالث لمؤتمر «الإبداع الأسرية» السابع
التقنيات الحديثة فتحت آفاقاً جديدة لحرية التعبير
جريدة الوطن، 13 فبراير 2008، صفحة 22
كتب عايش المطيري:
واصل مؤتمر شركة الإبداع الاسرية السابع المنعقد تحت شعار «الحرية طريق الريادة» فعالياته لليوم الثالث على التوالي حيث قدم الخبير في مجالات الادارة والقيادة والتخطيط د. طارق السويدان دورة تدريبية حول «رباعيات صناعة القائد» امس الاول في صالح القصّر في منتزه حولي بارك، شارحا فيها الصفات القيادية التي تمكن صاحبها من التفوق والنجاح.
من جهتها تناولت الاستاذة بقسم الدراسات الاسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة د.فاطمة نصيف المفاهيم الدائرة حول اوضاع المرأة في الحياة المعاصرة، وقالت في الحوار المفتوح الذي جمعها مع الحضور النسائي ان الزواج في الاسلام يعتبر حماية للمرأة وصيانة لها منتقدة بعض الشباب الذين يعتقدون بالحرية في علاقاتهم غير الشرعية مع الفتيات.
ودعت «نصيف» الفتيات الى قراءة كتاب الله بوعي في تدبر لمعانيه متسائلة في الوقت نفسه عن عدم وجود فقيهات في عالمنا الاسلامي.
وفي اطار المنتدى الشبابي ضمن المؤتمر اجمع المشاركون في محاضرة «الحرية الالكترونية» على اهمية شبكة الانترنت في التعبير عن أفكار وآراء الشباب معتبرين ان الوسائل الحديثة في عالم الاتصالات ساعدتهم في التغلب على العقبات التي تفرضها بعض الحكومات على مساحات الرأي والتعبير.
واوضح الباحث القانوني «فيصل اليحيى» ان معنى الحرية متعدد بتعدد الانظمة والمجتمعات فبالنسبة للمسلمين تكمن الحرية في تحقيق العبودية لله بينما تكون في المجتمعات الغربية في التحلل عن كل ما هو مقدس، مميزا بين نوعين من الحريات: حرية فضائل ويقصد بها احترام الانسان لحرية الآخرين وانسانيته، وهي براية مرتبطة بمصلحة المجتمع، وعلى ذلك فان الاسلام اعتبر الحرية ضرورة للحياة وانتزاعها هنا امر واجب على الانسان، وحرية رذائل تأتي معاكسة لما سبق.
وطبقا لهذه المعطيات يرى «اليحيى» ان الحرية الالكترونية هي تعبير عن الافكار والآراء عبر الوسائل الالكترونية لافتا الى ان التضييق على الحريات دفع الشباب الى البحث عن منابر اخرى للرأي مشككا في قدرة الحكومات على فرض الرقابة على الانترنت.
وعن مدى اضافة شبكة الانترنت للفتيات قالت رئيسة تحرير دار ناشري للنشر الالكتروني والباحثة في مجال المعلومات والمكتبات «حياة الياقوت» ان دخول الفتاة للانترنت محصلة طبيعية لمشاركة المرأة في المجتمع مشددة على ضرورة التزامها بالضوابط والاخلاقيات عند دخولها لعالم الانترنت مشيرة الى ان الاخير فتح ابوابا لم تكن لتفتح امام المرأة في الحياة الواقعية اضافة لاتاحته الفرص امام مجالات بديلة للشباب بصورة عامة.
وبينت «الياقوت» ان تأسيس مواقع متميزة على شبكة الانترنت يتطلب ضوابط النبي موسى عليه السلام «القوة والأمانة».
ومن جهته قال مدير منتديات الهندسة على شبكة الانترنت طارق الدرباس ان الضوابط والقوانين تحدد مجالات وجدية المنتديات الحوارية في الانترنت مشيرا الى ان تحديد الاهداف والتركيز على تحقيقها يؤدي الى التميز في العمل الالكتروني.
حرية الشباب
وعلى الصعيد ذاته اكد الاستاذ في كلية التربية الاساسية د. محمد الثويني في محاضرة «الشباب والحرية» ان تداخل الحرية مع الهوى يؤدي الى فقد معناها مشيرا الى ان من اراد الحصول على الحرية فسيحصل عليها.
وذكر «الثويني» عدة مفاهيم تسهم في تقوية ما اسماه بـ «جدار الحرية» اولها الثقة ويقصد بها اتاحة الادوار امام الابناء في محيط الاسرة عن طريق منحهم الحب والحنان خلال السنتين الاوليين من ولادتهم وثاني مفاهيم الحرية هو الاتباع من خلال الاحتذاء بخطوات الناجحين والمتفوقين، اما الاقتداء، وهو ثالث المفاهيم، فيتم باختيار الشخص لاتباع الطرف الاخر وبذلك يختلف عن مفهوم «الاتباع».
واعتبر الثويني ان التضحية شكل اساسي من اشكال الحصول على الحرية داعيا الآباء الى تربية ابنائهم على الانتقاد من خلال التعبير عن آرائهم مشددا على ضرورة تحمل الابناء مسؤولية اخطائهم.
وقال إن الحرية تصبح واقعا عند المربين التطبيقيين عند توافر حريات: الاعتقاد والاختيار والتعبير.
وكان حضور المؤتمر قد وصل الى اوجه في المحاضرة الاخيرة لليوم الثالث للداعية د. عمرو خالد الذي حاضر عن «الحرية في بيوتنا» فقال ان التوبة حرية فالذنوب تثقل كاهل صاحبها لافتا الى ان الله سبحانه وتعالى يفتح ابواب التوبة أمام عبده.
ودعا خالد الى الاخلاص لله فبه تتحقق اسمى معاني الحرية اضافة الى ضرورة بحث الآباء والابناء عن المناطق المشتركة بينهم وغرس قيم الاحترام والتقدير في الاسرة.
وشدد على أهمية اتاحة الحرية في مناهج التعليم ومساعدة الأبناء على التفكير دون قيود.