أجرى الحوار: هنادي العتيبي

 

 

- من هي حياة الياقوت ؟

أنا إنسانة أبدي الاهتمام بما حولي كتابةً.

أنا كما يقول الشاعر غازي القصيبي:

أحمل أوجاعي وأوجاع أمتي ... وأعرف أدوائي ولا أعرف الطبّا

أما تفاصيل سيرتي، فيمكن قراءتها هنا: http://www.hayatt.net/content/view/5/26



- كيف بدأتِ اكتشاف موهبة الكتابة ؟ وكيف قمتِ بصقل هذه الموهبة ؟

من فضل الله أن والدتي حفظها الله انتبهت بأني أبلي جيدا في الأمور المتعلقة باللغة. فشجعتني عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي أن أكتب "مذكرات العطلة الربيعية". كنت أكتب أمورا يومية بسيطة وبخط سيء جدا (ولا يزال خطيء سيئا بالمناسبة) لكن هذا ساهم في كسر الحاجز بيني وبين القلم منذئذ.


- حياة الياقوت تميزت بكتاباتها الأدبية والقصصية بعض الشيء، لماذا لا نرى لها كتب خاصة بشكل أكثر ؟

الكتاب شيء مرهق إذ يكون الكاتب ملتزما بإطار عام وبفكرة رئيسة. بينما كتابة المقالات والقصص المفردة تأتي عفوَ القريحة. الكتابة لدي عملية مزاجية بعض الشيء، عليّ أن أعترف بذلك.

  



- من هم أساتذتكِ ومعلميكِ في فن الكتابة ؟

والدتي حفظها الله هي من فتحت لي الباب وكانت تحثني على الإطلاع والقراءة والتعبير بالكتابة. لكن بشكل عام أفضل التعلم الذاتي، وتعلمي للكتابة كان تعلما ذاتيا. فكنت أكتب وأصحح لنفسي وأقارن وانتقد نفسي إلى أن أحسست أن لدي شيئا يمكنني عرضه على الناس. وأظن أن النقد الذاتي هو أحسن طريقة لتعلم الكتابة، فلا يوجد أحد "يزعل" من نفسه، بعكس حين يكون النقد من شخص آخر، حينها تبدأ الحوائط الدفاعية بالبروز. وبعد مرحلة البناء الذاتي، بالتأكيد هناك الكثيرون الذي صوبوا لي أو وجهوني، وهم كثر. فجزاهم الله عني خير الجزاء.


- كيف تنظربن إلى مستقبل القصة في الوطن العربي ؟

وما هي أهم النصائح التي يمكن أن تساهم بها الياقوت في مسيرة هواة القصة ؟

بداية أعترف أني دخيلة على القصة ولا أخجل من ذكر ذلك. فلا شيء أسوأ من أن يدعي المرء أنه يعرف كل شيء. كتبت بعض القصص لكنها ليست مجالي الأساسي للكتابة، المقالات هي الأقرب إلى نفسي وإن كنت أحيانا أدخل القصص فيها كعنصر ثانوي.

القصة هي أسهل طريقة للنفاذ إلى عقول البشر. القصة يحبها الكل، الأطفال، المراهقون، الشباب، والمسنون. لا أرى أن القصة أخذت حقها بشكل عام، والقصة الهادفة تعاني من أزمة، فقليل من الناشرين يحتفي بها. ولعل النشر الإلكتروني بدأ في حل جزء من المشكلة.



- " فوق السرب " هو كتاب إلكتروني قمتِِ بكتابته ، هلاّ حدثتنا عن هذا الكتاب بعض الشيء ؟

"فوق السرب" هو تجميع لمقالات سابقة نشرت لي. سميّته فوق السرب إيمانا بأنه من يريد أن يطرح فكرا مختلفا، عليه أن يغرد لا خارج السرب كما يظن البعض، بل فوقه.


- مازلنا في إطار كتاباتكِ وكتبكِ أستاذة الياقوت ، بالنسبة لكتاب "من ذا الذي قدد البيان؟ أخطاء وخطايا لغويّة مصوّرة" عنوان الكتاب مشوّق للقراءة ، كيف جاءتكِ فكرة كتابته ؟ وهل ترين أنه حقق هدفه ؟ وانتشر بشكل كبير ؟


كنت أرى الأخطاء اللغوية حولي؛ في اللافتات على الطرق، في إعلانات الصحف، على الإنترنت. كانت تخنقني وتزعجني. ثم ذات يوم قررت أن أصور بكاميرا الهاتف النقال كل خطأ لغوي يزعجني. لا أعرف لم قررت ذلك، لكن لعله نوع من جمع الأدلة على ما أراه جناية على لغة القرآن الكريم. كثرت الحصيلة من "التقديدات" اللغوية (أي التمزيقات لأوصال اللغة العربية) وبعدها بفترة قدمت دورة عن كتابة المقالة للنادي الصحافي في جامعة الكويت وركزت على شق الأخطاء اللغوية في المقالات والأخبار الصحافية. عندها، قلت في نفسي، لم لا أنشرها في كتاب؟ ومن هنا بدأت العمل فيه واضطررت طبعا إلى إعادة التصوير بكاميرا أفضل جودة لأنه صور النقال لا تصلح للطباعة. وبتوفيق من الله، في ثلاثة أشهر كان الكتاب بين يدي القارئ.
التجربة الأولى جميلة، وغريبة. كل من اطلع على الكتاب شجعني، لكن على مستوى تسويق الكتاب، واجهت صعوبات كثيرة، لكن الأمر كان يستحق العناء.


- ما زلنا ضمن إطار كتابكِ " من ذا الذي قدد البيان " إلى أي حد ترين أنه سيساهم في تكريس المنهج التصحيحي للغة ؟

"من ذا الذي قدد البيان" هو لافتة حمراء أرفعها احتجاجا على تمزيق اللغة العربية. لا أدرى إلى أي مدى سيساهم، لكني فعلت ما أظن أن كان علي أن أفعله، والله الموفق.




- هل ترين أن المدارس الأجنبية قد ساهمت بشكل أو بآخر في تدني مستوى اللغة العربية عند الطلاب ؟

لا أظن ذلك. المدارس الأجنبية يفترض بها أن تكون للناطقين بلغاتها، وليس مطلوبا منها أن تدرّس اللغة العربية. ومن يريد لأبنائه أن يتعلموا العربية بشكل جيد عليه إما أن يلحقهم بمدارس عربية أو ثنائية اللغة، أو يوفّر لهم برنامجا لتعلم العربية في حال أدخلهم مدارس أجنبية. المسؤولية مسؤولية الأهل بالدرجة الأولى.



- النشر الالكتروني قد برز على الساحة الأدبية بشكل استقطب كثيرًا من الأدباء والكتاب ، هل يعتبر الآن منافسا قويا للنشر الورقي ؟

النشر الإلكتروني حاليا يحاول أن يكون ندا لكنه لم يصبح منافسا بعد. طبعا هناك ممانعة من كثيرين ممن تعودوا على القراءة الورقية. لكن مستقبلا، أرى أن المستقبل للنشر الإلكتروني.



- هل استطاع النشر الالكتروني أن يخدم الكاتب المبتدئ إلى أي حد يمكن قول ذلك ؟

بالإجمال نعم. ولعل المدوّنات مثلا (وهي نوعه من أنواع النشر الإلكتروني) أبرزت لنا أقلاما ما كانت لتبرز في قنوات النشر التقليدية.



- كل إنسان ناجح ومتميز لا بدّ أن يتعرض لهجوم من قبل النقّاد والشارع العام ، أستاذتنا الياقوت هل تعرضتِ لمثل هذه الأمور ؟ وإن كان الجواب بنعم ممكن ذكرها ، وكيف واجهتها ؟


نعم تعرضت للنقد كثيرا، لكني أحاول أن أتذكر موقفا كي أجيب على سؤالك لكني لا أتذكر! : ) قد أتضايق في بداية الأمر، لكني بعد فترة أنسى ولا أحمل أحقادا.
من يكتب يعرض عقله على الناس كما يُقال، وهناك من يتفق وهناك من يختلف، فأين المشكلة في النقد؟ فليرحم الله كل من يهدي إلى عيوبي، طالما أن هذا الإهداء جاء في إطار مهذب. والحقيقة ليست إلا وليدة لتباين الآراء.




- يقول البعض أن هناك أدب نسوى هل توافقين على إطلاق هذا المصطلح على لإنتاج الأدبي للمرأة ؟

لا أعرف سر هذا الهوس من قبل بعض النساء بعزل أنفسهن عن العالم. قد يكون هناك أدب موّجه للنساء أو للفتيات أو غيرهما من الفئات، لكن أن يسمى الأدب نسويا فقط لأن الكاتبة امرأة فهذا أمر لا أستسيغه. الإبداع حالة إنسانية.



- هل توافقين على أن تكتب المرأة عن المرأة ويكتب الرجل عن الرجل ؟
في حالة واحدة فقط. إذا الرجال يتكلمون لغة سرية لا تفهمها النساء، وإذا كان للنساء لغة مخفية لم يطلع عليها الرجال ولا أظن أن أيا من هاتين اللغتين أمر حاصل. : )



- لكِ مقابلات في الإذاعة والتلفزيون ، ونرى أنكِ متابعة للإعلام .. أستاذتنا كيف تصفين الإعلام في الوقت الحالي ؟


ع، ل، م. من هذه الأحرف الثلاثة تأتي كثير كثير من مشاكلنا وكثير كثير من حلولنا أيضا. الإعلام والتعليم هما مفتاحا الخير والشر في عصرنا، عصر حرب الأدمغة. إعلامنا –وأتلكم هنا عن الإعلام العربي بشكل عام- يحتاجه الكثير. قد يكون بعضه وصل إلى مستوى جيد بل ولربما عال من الحِرِفيّة الإعلامية والإخراجية والمهنية. لكن أين هي ميزتنا التنافسية؟ نحتاج إلى إعلام أخلاقي؟ ما فائدة أن يكون البث والإخراج والإعداد والعمليات الفنية على أعلى مستوى، في حين يكون المحتوى المؤمنين والمؤمنات؟ بعض إعلامنا نسخة مترجمة من إعلام حضارات أخرى.
هناك أمل وعمل كبير، هناك جهود جادة ونيّرة من قنوات إسلامية ومواقع ومطبوعات. لكن الاتجاه العام يحزنني.



- وبرأيكِ الشخصي ما هي مواصفات الإعلامي الناجح ؟
المثابرة، إدمان الإطلاع، حسن الحوار، والقبول. هذا الإعلامي الناجح في الدنيا، أما في الناجح في الدارين فعليه أن يخلص النية ويراقب نفسه. فالعمل في الإعلام قد يستدعي الغرور أو قد يزعزع النية.



- وكذلك ما هي مقومات الكاتب والصحفي الناجح ؟

يعتمد على تعريفكم للناجح؟ هل هو صاحب الشعبية أم صاحب الكتابة الجيدة؟ فبعض الجمهور قد لا يلتفت للكاتب الجيد. سأفترض أنكم تسألون عن صاحب الكتابة الجيدة. يجب أن يكون بالدرجة الأولى شغوفا بالكتابة محبا لها. يجب أن يكون لديه رسالة واضحة واستحضار للنية، يجب أن يمسك بناصية اللغة ويتمكن منها بقدر ما يستطيع، ويجب أن يعرف كيف يوصل فكرته للجمهور. يجب أن يكون مثل الملاكم محمد علي كلاي "يتحرك كالفراشة ويلسع كالنحلة". : )





- هل تحرص الياقوت على الحضور إلى دورات تدريبية سواء في مجال تخصصكِ أو لا والتقديم بها ؟

تخصصي الأكاديمي والوظيفي مجال علوم المكتبات والمعلومات، ومعظم الدورات التي أحضرها حاليا تكون لصيقة بهذا الجانب. أما ما عدا ذلك، فالوقت للأسف لا يسمح. في مرحلة دراستي الجامعية كنت أكثر حضورا للدورات.
أما عن التقديم فلي تجربة واحدة وهي المشاركة في تقديم دورة كتابة المقالة، التي عقدها النادي الصحافي بجامعة الكويت.



- كلنا نعلم بأنّ الياقوت هي مؤسسة ورئيسة تحرير دار ناشري ، هلاّ وضحتِ لنا كيف كانت البداية ؟

لم يكن درب النشر ورديا دائما، وكنت أسمع وأرى واقع النشر. فقلت لنفسي مرة –مسليّة إياها- سيكون عندي "ناشري" الخاص!
وفي عام 2003 يسر الله لي أن أحقق الفكرة بشكل واقعي. أسست موقعا على الإنترنت ليكون الحق لكل مبدع أن يكون له "ناشره" الخاص. كان الموقع بسيطا، وأمهلت نفسي 6 أشهر، وقلت إن لم ينجح الأمر لن أضيع فيه وقتا، ولله الحمد نجح وسيتم عامه الخامس في 14 يوليو 2008 بإذن الله.



- ما هي أهم أهداف هذه الدار التي تأسست من أجلها، وما هي نظرتها المستقبلية للنشر الالكتروني ؟


تأسست الدار لتتيح الفرصة للمبدعين نشر كتاباتهم، ولتتيح أيضا للقارئ الحصول على الثقافة والمعارف بأقل قدر من الجهد. الطموح كبير والأمل لا ينضب. وكما قلت المستقبل للنشر الإلكتروني، وناشري تصنع ثقافة المستقبل.



- وكذلك أيضًا عرفنا بأنكِ مؤسِسة ورئيسة تحرير مجلة I-MAG الفصلية ، كيف جاءت فكرة هذه المجلة ، وما هدفها ؟


هدف المجلة هو التوّجه إلى القارئ غير المسلم باللغة الإنكليزية بأسلوب هادئ. التوجه إليه باللغة التي يفهمها وبطريقة التفكير التي يعتادها. المجلة فصلية وتصدر على الإنترنت منذ فبراير 2005. للأسف توقفنا منذ فترة بسبب عدم وجود تمويل. وندرس الآن كيفية إعادة إطلاق المجلة بشكل أكثر تأثيرا.


كنت أشاهد أحد البرامج الدينية الناطقة باللغة الإنكليزية على إحدى القنوات. وحينما كان المذيع وهو أوربي اعتنق الإسلام منذ سنوات طويلة يحاول الاستشهاد بآية من القرآن الكريم أخذ يقرأها باللغة العربية، أخذ يتتعتع فيها، وأعادها مرتين أو ثلاث حتى استطاع نطقها. حين انخرطت في البكاء وأحسست بأني ولدت وفي فمي ملاعق من ذهب. ولدت مسلمة ويمكنني قراءة القرآن والنطق بالعربية دون مشاكل. لكن ماذا فعلت بهذه النعم؟ ومن هنا جاءت فكرة I-MAG وهي اختصار ل Islamic Magazine.



- رأينا بأن الياقوت لها مجال في تصميم المواقع الإلكترونية ومنها موقع حياة الياقوت ، دار ناشري ، ومواقع دراسة جامعية ، هل مازلتِ تمارسين تصميم المواقع إلى الآن ؟

حاليا، ليس كثيرا لضيق الوقت.



- رأيكِ بمشروع ركاز لتعزيز الأخلاق ؟

"ركاز" وما أدراك ما "ركاز". مجتمعنا صار يعاني من شح في الأخلاق. "ركاز" رمت طوق النجاة لمجتمع في خطر. فجزى الله العاملين عليها كل خير وأجر ونصر.


- هل ترين بأنّ هذا المشروع قد يحقق أهدافه ؟ وهل أنتِ من متابعيه ؟

حملات ركاز تتوالى كالبَرَد على قلب المجتمع. بالتأكيد أتابعها وأتابع أثرها الغامر على الجميع وعلى الشباب تحديدا.



- كلمة أخيرة ؟

شكرا لكم على الاستضافة الطيبة، وأكرر فخري وشكري لحملة ركاز وجميع القائمين عليها.

 

 

رابط اللقاء من منتديات ركاز:

http://rekaaz.com/vb/showthread.php?t=11109

 

رابط اللقاء من منتديات إنشادكم:

http://www.inshad.com/forum/showthread.php?p=2306012