الياقوت: دارنا غير هادفة للربح ولدينا مكتبة مجانية و192 مؤلِّفاً


نشر في "المجلة الثقافية" الصادرة عن جريدة الجزيرة السعودية. 8 مارس 2012،العدد 336.


مع انتشار أجهزة القراءة الإلكترونية، والهواتف الذكية، والكومبيوترات اللوحية أصبحت هناك حاجة ملحة لقيام مبادرات لتمويل هذه الأجهزة الحديثة بكتب بصيغ مختلفة تتناسب معها، وتحفز مستخدميها على القراءة عند توفر كتب حديثة ومتنوعة لهم. من المبادرات الجميلة الموجودة على الانترنت، والمتوفرة أيضا في أسواق برمجيات الهواتف الذكية مبادرة دار ناشري، وهي دار نشر ومكتبة مجانية غير هادفة للربح، الصفحة التقت بمؤسسة الدار ورئيسة تحريرها حياة الياقوت، التي ذكرت أن الإقبال على الموقع من المؤلفين والقراء مرض عطفا على موقع الثقافة في المجتمع العربي، وذكرت أن لدى الدار حاليا 192 مؤلفا من مختلف الدول العربية، نشروا أكثر من 3400 مقالة في الموقع، و 145 كتابا إلكترونيا، وفي العام 2011، بلغت زيارات الموقع 495 ألف مرة. وأضافت أن الأمور عند بداية تأسيس الدار عام 2003 لم تكن هكذا، ولكن سنة وراء سنة بدأنا نتأكد من أمرين، تعطش العربي للثقافة إن قدمت له بصيغة مناسبة، وتقبل العربي للتقنية كوسيط للاطلاع.

وحول توقعاتها لمستقبل النشر الإلكتروني، قالت الياقوت: إن المستقبل للنشر الإلكتروني، ولا داع لتضييع الوقت في الجدال والحديث عن «حميمية الكتاب الورقي» وعن جدارة الورق مقارنة بالتخزين الإلكتروني. المسالة مسألة تعوّد، وعجلة التاريخ تمشي بسنة الله الثابتة في الكون: التغيير. وأضافت: أظن أنه حين انتقل البشر من التدوين نقشا على الحجر إلى التدوين الورقي، هناك من برز ودخل في نقاشات مشابهة. باختصار، النشر الإلكتروني جاء ليزدهر وليسحب البساط، وعلينا إعداد أنفسنا لهذه الحقيقة، وكلما بكرنا في الإدراك والاستعداد أفلحنا.

وعن وسائل حماية الحقوق الفكرية للناشرين على الإنترنت، قالت إن سبل الوقاية شحيحة، فالفضاء المفتوح، فضاء «النسخ واللصق» من السذاجة وضعه في قمقم، في ظل التسهيلات التي منحتها الانترنت للقراصنة ومنتحلي جهود الأفكار. وقالت أيضا: علينا بداية أن نكون واقعيين، مشكلة انتهاك حقوق الملكية الفكرية موجودة سلفا قبل أن نغزو فضاء السايبر (أو يغزونا). كل ما حدث أن الوتيرة صارت أعلى بشكل مخيف. ثم كيف كنا نتعامل مع الأمر سابقا؟ هناك شق أخلاقي، وشق قانوني. وفي عالم الإنترنت الأمر أيضا كذلك. بداية هناك من ينتهك مجهود غيره ويظن أنه يقوم بعمل جليل وينشر المعرفة، وهنا تكون التوعية مهمة، وتعزيز البعد الشرعي والأخلاقي للأمر. ولغير ذلك هناك القانون، وكما قال عثمان رضي الله عنه «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». للأسف، هناك قصور تشريعي كبير فيما يتعلق بالأنشطة الإلكترونية، وفي حالات النزاع كثيرا ما يُلجأ إلى القانون المتعلق بالنشر الاعتيادي، وهذا أمر يجب العمل على تعديله.

وصرحت حياة الياقوت أن باب قبول الكتّاب الجدد سيتم فتحه في منتصف مارس، وسيستطيع الكاتب بعد موافقته على شروط النشر، إرسال سيرته ونماذج من كتاباته عبر النموذج المخصص لذلك في الموقع. وتؤكد الياقوت حرص موقع (ناشري) على بناء علاقات مميزة مع الجهات الثقافية أو المهتمة بالثقافة. حيث تلقى الموقع التعاون والمساندة من جهات عديدة منها، النادي الصحافي بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت، رابطة الأدباء الكويتيين، منتدى الأدب الإسلامي بالمركز العالمي للوسطية، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، مشروع الجليس، مركز دوافع، وغيرها من الجهات الأخرى.

 

http://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/08032012/cudg49.htm