الناشرة الشابة حياة الياقوت: لا تربطوا القراءة بالدراسة

 حوار : عمير السيد

28/2/2013

 العقبات في طريق القيادة والإبداع تواجه المرأة  الكسولة  و المقهورة

" العربيزية " فكرة مبتكرة على الرغم من تأثيرها المزعج على اللغة

الوعي الشبابي نموذج يجمع بين الوسيلة العصرية والمحتوى الجذاب

 رغم حداثة تخرجها من قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت وحصولها على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات قبل عدة سنوات إلا إنها استطاعت أن تؤسس أول مكتبة الكترونية غير ربحية في الوطن العربي ، وأن تكون رئيسة تحرير مجلة فصلية مهمة  حاصدة العديد من الجوائز منها جائزة مسابقة سمو الشيخ سالم العلي الصباح  عامي  2002 و 2005  كما حصل موقعها "ناشري "على جائزة سموه للمعلوماتية كأفضل موقع للآداب والفنون في 2009  وقد أدرج اسمها في دليل المبدعين عام 2009 من بين 200 شخصية لها مساهمات وابداعات في الكويت.   

202.jpg

.حياة الياقوت الكاتبة والناشرة الكويتية  الشابة تؤكد أن الإعلام الحالي لا يمكن "استغلاله" أو توجيهه بسهولة لأن الشباب لم يعد كما في الماضي يستقي معلوماته من مصدر واحد  كما تؤكد في حوارها مع الوعي الشبابي أنها مهتمة بتوفير عدد كبير من الكتب والمقالات والمجلات الالكترونية مجاناً من خلال موقعها " ناشري "  لافتة إلى أهمية الإعلام الالكتروني ، وتأثير التطور التكنولوجي على حب الاطلاع والمعرفة ، واليكم تفاصيل الحوار :

 

ـ  في البداية ،حدثينا عن تجربة "ناشري" ودورها في دعم الشباب وما الذي يميزها؟

"ناشري" هي دار نشر ومكتبة إلكترونية غير هادفة للربح تأسست عام 2003 بهدف توفير مجموعة كبيرة من المقالات والكتب الإلكترونية والمجالات مجاناً .

ـ هل يوجد مشاركون في الموقع او زائرون من خارج الكويت ؟وكم عدد زواركم تقريبا؟

لدينا 200 كاتب تقريبا من معظم الدول العربية ومن المهجر. وفي خلال عام 2012 على سبيل المثال بلغ عدد زيارات الموقع 810000 زيارة من طرف  363000 زائر من الدول العربية والأجنبية.


ـ  ما رأيك في البرامج والمشاريع الشبابية الجديدة كمشروع الجليس وغيره ؟

أبتهج كثيرا لمثل هذه المبادرات، فهي تتخصص في جانب مهمل ، وتستخدم آليات حديثة ومتنوعة. أدعو لأصحابها بالتوفيق دائما. فنجاحهم مصدر سعادة لنا، لأنه كلما زاد شغف الناس بالقراءة، كما زاد الإقبال على ما ننشر، وكلما عزز هذا سبب وجودنا وتألقنا. دعائي لهم بالتوفيق والتفوق.


 ـ ما أسباب عزوف الشباب عن الاطلاع والتثقف؟

القراءة هي المفتاح الرئيس للاطلاع و للأسف هي مرتبطة لديهم ذهنيا بالدراسة فقط، فيتصورونها هما ثقيلا. الأمر الآخر هو أنهم لا يرون جدوى من الاطلاع، فلا يطلعون بالمطلق أو يطلعون في مجالات محددة يرون فيها جدوى آنية ومباشرة في حين أنه لابد من التعرف جيدا على كل الآليات .
 
ـ  هل توجد علاقة بين التطور التكنولوجي وعزوف الشباب عن الثقافة ؟

أرى العكس تماما! فالتكنولوجيا سهلت كثيرا الاطلاع الثقافي، وأمدت الشباب وغير الشباب بفرص أوسع للاطلاع. نحن نظن أن ثمة تعارض بين كل ما هو حديث والثقافة، وهذا التعارض زائف وغير دقيق نهائيا.


ـ  كيف يمكن استغلال الاعلام الحديث في تشجيع الشباب على البناء الثقافي والفكري والوعي؟

الوضع معقد، لأن الإعلام الحالي لا يمكن "استغلاله" أو توجيهه بسهولة. لماذا؟ لأن الشباب هم الذين يحركونه، ولننظر إلى وسائط الاتصال الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، سنجد أن الشخص العادي صارت لدية مكانة لم تكن موجودة من قبل صار الإنسان شبه مؤسسة إعلامية.
في مثل هذا الجو لا ينفع التأثير المباشر أو المقصود، بل يميل الشباب إلى التأثر بشخصيات لها قبول وتمثل أفكارهم وتطلعاتهم وتتقبل نقاشاتهم بصدر رحب. وهنا نقطة الانطلاق برأيي.


ـ  ما تأثير لغة " العربيزية " على لغتنا العربية وعلى الشباب العربي ؟

بداية، عليّ أن أقول أن فكرة العربيزية مبتكرة جدا، ومن أتى بها يملك ذكاء بصريا عاليا جعله يلاحظ أن بعض الأرقام تشبه الحروف العربية. و طريقة الكتابة هذه كانت موجودة في بدايات الإنترنت، حيث كانت لوحات المفاتيح العربية غير متوفرة على الدوام. الآن، تغير السياق وظلت العربيزية موجودة. ما السبب؟ السبب ثقافي حتما، هو نفس السبب الذي يجعل بعض العرب مستميتين على تعليم أبنائهم الإنكليزية منذ سن الحضانة، وهو السبب الذي يجعلنا نقحم كلمات إنكليزية في حديثنا. تأثير العربيزية مزعج، لكن من غير الحكمة أن نبكي على التأثير ونتناسى منظومة الأسباب التي أدت للمشكلة.

ـ كيف تنظرين الى دور المرأة في القيادة والابداع ؟

كما قال الله تعالى: {...للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ...}. المرأة يمكنها أن تقدم الكثير، وقد حدث ذلك وقدمت النساء نماذج رائعة في القيادة والإبداع لكنها نماذج –برأيي- أقل مما يمكن للمرأة أن تقدم، وأقل مما يجب. ثمة عقبات تواجه المرأة، ابتداء من كسل بعض النساء ورضاهن بحياة الدعة، وانتهاء بالحالة العكسية وهي شدة معاناة بعض النساء في أمور الحياة اليومية وتحملهن أعباء الأسرة بشكل غير منصف مما يعرقل نشاطهن.


ـ ما هي نظرتكم الى التعليم الالكتروني وكيف يمكن الاستفادة منه؟

حاليا هو تقنية مساعدة وضرورية للتعليم، وهو جاء ليبقى وليزدهر. ومع مرور الوقت سيكون التعليم الإلكتروني هو الشكل السائد والمحبذ.

ـ ما رأيك في فكرة موقع الوعي الشبابي ؟

فكرة مميزة، فهي تجمع بين الوسيلة العصرية التي تصل إلى الشباب بسهولة، والمحتوى الجذاب والرصين في الوقت ذاته. تمنياتي للقائمين عليه بالتوفيق والسداد.

 

نشرت في مجلة الوعي الشبابي الإلكترونية:

http://www.shabab.alwaei.com/site/index.php/1/mawaheb/260/