حياة الياقوت: أعمالي غير قابلة لتحويلها دراميا
تشغل الروائية حياة الياقوت منصب رئيسة اللجنة الإعلامية لرابطة الأدباء الكويتيين، ورئيسة تحرير دار «ناشري» للنشر الإلكتروني. تقول إن أول أعمالها في رابطة الأدباء نقل المخزون الهائل من المعرفة إلى شبكة الإنترنت. وترى أن النقد عمل طبيعي لأي نتاج أدبي أو فني. التقتها «الجريدة» وكان الحوار التالي.
أنت رئيسة اللجنة الإعلامية لرابطة الأدباء الكويتيين، هل قدمت مقترحات جديدة بهذا الشأن؟
ثمة كثير من الأمور على جدول أعمالي. أهمها نقل هذا المخزون الهائل من المعرفة الموجود لدى الرابطة إلى شبكة الإنترنت. تحتاج الرابطة إلى وجه إلكتروني جديد، وإلى نشر إلكتروني لمطبوعاتها ولمجلة {البيان}. بالإضافة إلى ذلك، نعمل راهناً على موسم تدريبي موجّه للشباب، حيث سنقيم دورات مكثفة في جوانب أدبية مختلفة، تمكِّن الجيل الصاعد من الإمساك بناصية الكتابة الأدبية لغةً وفكرةً.
هل وجهت لك انتقادات لرواياتك التي نشرتها؟
الانتقاد على ما يبدو نشاط إنسان طبيعي ولازم. لا يوجد كتاب لا يتلقى انتقادات، بعضها ناشئ من قصور في الكتاب نفسه، وبعضها الآخر ناشئ من ذائقة القارئ وعدم ملاءمة الكتاب لها. موقفي هو فرز هذه الانتقادات، فما كان منها راجعاً إلى ذائقة القارئ أمر أتفهمه، لكني لست ملزمة بتغيير ما أكتب بناء عليه.
أما الانتقادات التي تتعلَّق بما أكتب وجوانب قصوره، فهي بالتأكيد أمر ثمين. قد يكون موجعاً أحياناً، لكني أحتاج إليه كي أنضج كتابياً.
ما الذي يدفعك إلى مواصلة الكتابة الأدبية؟
لأنها طريقتي في إدراك العالم، وتصحيحه. ثمة فجوة بين العالم كما ينبغي أن يكون وبين العالم القائم فعلياً بأوجاعه وظلمه ووقاحته وآثامه.
أشعر بأني أجد نفسي حينما أدين العالم، حينما أشهّر به بالكتابة عنه، حينما أضع بذرة لعل العالم يكتسب بها عافية.
بما تصفين المشهد الروائي في الكويت في الوقت الراهن؟
المشهد مُزهر! تمرّ الرواية في العالم كله في ربيعها بعدما تراجع الشعر. والكويت ليست استثناء عن ذلك. ثمة زيادة في الأعمال، وتطور نوعي.
نعم، ثمة أعمال تثير جعجعة من دون طحين، وأدب ينتشر يعوزه الشروط الأساسية للأدب، ولكن
{... فأمّا الزبد فيذهب جُفاء وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...}.
هل فكرتِ بتحويل إحدى رواياتك إلى سيناريو؟
لا أظن أن أياً من الأعمال التي كتبت حتى الآن قابل للتحويل إلى عمل درامي نظراً إلى طبيعته الفكرية، فتركيزي على الأحداث أقل من تركيزي على عالم الأفكار وسبر الشخصيات.
الاستثناء الوحيد هو {ألس في بلاد الواق واق} القابلة للتحويل إلى عمل درامي أو مسرحي، لكن طبيعة النص الفانتازية تجعل تحويله أمراً صعباً. إضافة إلى أن الرواية تتضمن بعض القضايا اللغوية التي يجب التخلص منها لأنها تناسب القارئ ليقف ويتفكر، لكنها لا تناسب المشاهد.
هل ترين أن من الضروري أن يتفرغ المبدع لإبداعه.
نعم. في الدنمارك مثلاً، منحة للتفرغ مدى الحياة للكتابة الأدبية تقدمها الدولة للكتاب الذين أنجزوا أعمالاً مميزة. في الكويت، إجازة تفرغ أدبي تستمر من ستة أشهر إلى سنة، لكنها مشروطة بموافقة جهة العمل.
أرى أن علينا التوسع في هذا المجال، لئلا يتحوَّل الكاتب إلى موظف لدى دور النشر، ما يعني أنه موظف في النهاية لدى القارئ. هذا خطر، لأن الجمهور سيملي ذائقته على الكاتب، وهنا يفقد قدرته على النقد، لأن الجماهير بطبيعتها تحب من يعزز الوضع القائم، لا من ينبش فيه ويسائله.
هل تراجعت القصة القصيرة من وجهة نظرك؟
تراجعت القصة أمام الرواية التي هي في أوج مجدها الآن. لكني أرى أن المستقبل سيكون للقصة القصيرة. القارئ قصير النفس، ونحن في عصر السرعة والإيجاز. سيبدأ الأمر بأن تتسيّد الرواية القصيرة (النوفيلا) المشهد، ثم بعد ذلك سيكون الاتجاه تدريجاً نحو القصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً التي وجدت لنفسها مكاناً في وسائل التواصل الاجتماعي مثل {تويتر}.
ما جديدك على الساحة الأدبية؟
لدي مجموعة قصصية قيد الطبع، ستصدر قبيل معرض الكتاب في الكويت بإذن الله. وأعمل أيضاً على رواية جديدة، لكنها لا تزال في مرحلة التشذيب والصقل.
جريدة الجريدة، الثلاثاء، 28 يوليو 2015، صفحة 30.
http://www.aljarida.com/files/issues/2015/07/28/pages/pdf/30.pdf