«أكاديمية الأدب»... موكب النور!

أمل الرندي
«اكاديمية الأدب»... نبراس يضيء العقول المتعطشة لنور المعرفة، وتحيي المواهب الكامنة في النفوس الخضراء، هي خطوة إيجابية فعالة لإنعاش الحراك الثقافي في الكويت، وتطوير ملكة الكتابة الإبداعية، تحت مظلة رابطة الادباء الكويتيين، وبدعم من وزارة الدولة لشؤون الشباب.فمنذ انطلاق موكب النور في شهر ديسمبر الماضي إلى الآن، والنوافذ تنفتح على عالم الإبداع، في دورات متعددة، كالكتابة العربية والأخطاء الشائعة، مكونات النص السردي، فن كتابة قصص الأطفال، وهناك العديد من النوافذ التي سوف تشرق في الأكاديمية حتى نهاية شهر ابريل كدورة كتابة القصة والرواية، فنّيات قصيدة التفعيلة، علم العروض والقافية، التأريخ في الأعمال الأدبية، فن الكتابة المسرحية، رسالة النص الأدبي، أدب الحوار والإلقاء... فشروق الإبداع يشق ظلمة الجمود ويخلق صباحاً يتنفس بالتجديد.كل الأمم التي نهضت، كان عنوانها الأول تنمية المهارات الفردية، إنها مقياس للرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، فدعم المواهب سبب لإبراز القدرات الانسانية التي تتشوق لخرق غلاف الرتابة الخانق، وكلما تمتع المجتمع بمنابر ثقافية، أكد مواكبة النهضة والتطور، ودفع العجلات نحو التوهج في ركب الحضارات، ونحو المزيد من الحيوية والتجدد ونضارة العقول المشبعة بالعلم والمعرفة لدى أفراده. وقد قال فرانكلين روزفلت: «يهرم الإنسان حين يتوقف عن التطور والتقدم».وكم اسعدتني مشاركتي في هذا الموكب بدورة «فن كتابة قصص الأطفال» التي أبحرنا من خلالها في عالم أدب الطفل المبهر، وتفاصيله الدقيقة التي تثري خيال الأطفال، والأدوات التي يجب أن يمتلكها الكاتب ليبدع في هذا المجال، وفنون قص القصة. وأسعدتني المشاركة الإيجابية لمن حضروا الدورة، وبينهم حملة دكتوراه وفنانون ومبدعون في حقول مختلفة. وعن أهمية الوسائل التكنولوجية لجذب الطفل بل واستخدموها ايضاً، كعنصر مساعد لتعزيز لغتهم الدرامية أثناء قص القصة، كانت إضافات مهمة من المشاركين ساهمت في رفع روح الحماسة والتوسع في نقاش حوار الشخصيات، كما تجلت موهبة المشاركين في كتابة نصوص قصصية في نهاية الدورة، تتمتع بأفكار جديدة وأساليب سرد ممتعة وجمل أدبية رشيقة، تنم عن مواهب بدأت تمسك أول حبات عقد الإبداع.وكان ختامها مسك في حفل تكريم المشاركين في الدورة، بحضور قائد الموكب أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين، طلال الرميضي، الذي حرص على الدعم المعنوي وتشجيع المشاركين وتحفيزهم على المشاركة في الدورات المجانية التي تقدمها الأكاديمية، وأكد أن التعاون الثقافي المشترك، بين الرابطة ووزارة الدولة لشؤون الشباب، لن يكون مجرد بناء يضم برنامج ومشروعات ثقافية، بل موقع يعمل على تحقيق التنمية الشبابية ويحتضن ابداعاتهم ويبرزها، وحضور شعلة الأكاديمية رئيسة اللجنة الإعلامية حياة الياقوت، التي نثرت أجواء حماسية في نفوس المشاركين، في خلال كلمتها عن تنوع الدورات العشرة وأهميتها في صقل المواهب، وأهداف الاكاديمية في صناعة جيل جديد من الأدباء في الكويت، فالحماسة هي وقود الإرادة لصنع المعجزات، والاكتشافات والانجازات العظيمة تحتاج الى تعاون الكثير من الأيدي... فتحية بألوان الشمس لمواكب النور!

 

جريدة الراي، 13 يناير 2016، صفحة 27.

رابط المقالة من موقع جريدة الراي