Image بعد رحلة جويّة مضنية عاني جرّاءها صداعا خانقا وألما في مفاصلة الفولاذية الجديدة، جاء الفرج وأُودِعَ في مخزن يخيّم عليه السكون. صحيح أن المكان كان هادئا حدَّ الوحشة، لكن الرحلة الطويلة التي قطعها من أرض سور الصين العظيم إلى الأراضي العربية ألجمته تعبًا، وكان يحتاج بضعة أيام من الراحة، لا سيّما أن فارق التوقيت قد قلب ساعات نومه رأسا على عقب.

وللأمانة، لم يكن الإزعاج غريبا عليه كثيرا، فقد قضى أياما طوالا في مصنع يصطخب فيه كل شيء؛ الآلات، والبشر، ورفاقه من زُبَر الحديد الذين تشكّلوا بأشكال عدّة، ففرقتهم الأيام وتباينت المصائر. كان -يوم كان قطعة غِرَّةً من الحديد- يحلم أن يكون عندما يكبر رائد فضاء، أو بمعنى أدق جزءا من مركبة فضائية؛ مقودها أو حتى دواستها، لا فرق، المهم أن يسافر إلى أفق بعيد وأن يكون له إنجاز هائل في ذي الحياة. لكن وبعد مقاساة ووافرٍ من الضرب والسحق والحرق والتشكيل انتهى به المطاف أن يصبح حاملا للأوراق بثلاثة أرجل قابلة للطي، وعنق ممشوقة يزينها مفصل أنيق يمكن من خلاله تطويله أو تقصيره. أما صفحة وجهه فمستطيلة وعريضة وملئى بالثقوب. مسكين لا يعرف لم صنعوه هكذا، لكن هذا هو الشكل التقليدي لحاملات الأوراق، وتحديدا تلك المخصصة منها للمسارح وأماكن تسجيل الصوتيات، إنه الخضوع للأمر الواقع والعرف السائد ومتطلبات السوق. صبغوه بلون أسود براق، لون فخم، ملك الألوان هو. صحيح أنه أكثر الألوان صدوحا بالأتربة إن هي تجمعت عليه، لكنّه يظل على سُدَّة التميز.



"حسنٌ، سأدعى أن كل هذه الثقوب عيون؛ عيون واسعة جدا. هاه! يبدو أن الصينيين يعانون من عقدة العيون الضيقة فصنعوا لي كل هذه العيون وبهذا الحجم الفسيح" همس حامل الأوراق في نفسه وأطلق ضحكة باطنية مكتومة.


مضت أربعة أيام، وبعد أن عبّ من النوم والراحة عبّا، غزاه التململ وضاق ذرعا من علبة "الكارتون" المقوى والمُقسّى التي تطبق على أنفاسه، وفوقها أحزمة من البلاستيك الصلب ومشابك حديدية لتضمن ثباتها. “متى الحرية؟ متى الإنجاز" أخذ يسأل نفسه.


يسمعُ أصواتا تأتي من الخارج، ويمنّي النفس أن تكون تلك الأقدام الطارقة على الأرض ترومه، أو تلك النداءات من الرئيس لمرؤوسه أوامرَ باستجلابه من المخزن وإطلاق سراحه. لا تستغربوا، فمن قال لكم أنكم يا معشر البشر وحدكم تتململون وتضجرون؟ حتى الأشياء تضجر وتتوق للإنجاز، فلا تطيلوا إهمالها.


حامل الأوراق هذا يجيد ثلاث لغات؛ الصينية (وهي لغته الأم) والإنكليزية، والعربية. غريب أليس كذلك؟ هذا في الحقيقة بسبب وجود ملصق تعليمات الاستخدام على علبته الكارتونية مكتوبا باللغات الثلاث، فكان لحامل الأوراق أن يتكلمها!


"أعلم أن الحسد يأكل قلوبكم أيها الآدميون، فأنتم تمضون سنوات وسنوات حتى تتعلموا لغة، أما نحن الأشياء فنكتسبها بملصق نحظى به من المصنع. لكن حنانيكم، فأنتم مستخلفون في الأرض، أما نحن فأشياء بهماء، جمادات عجماوات -ظاهريا على الأقل- ومسخرون لكم بالكامل، فهل على هذا ستحسدوننا؟"
هذا كان رد حامل الأوراق المتلفع بعلبته. هل تعتقدون أنّ لسانه سليط؟ انتظروا حتى يخرج من علبته!

*****

وظن أنه جاء من يُخْرجه من مهده، ويفك لثامه. لكن لا، بل لا يزال أمامه رحلة طويلة في شاحنة مترجرجة. تقاذفته اهتزازات الطريق هنا وهناك، فارتطم بحمولات الشاحنة الأخرى ولم يكن يعلم ما هي إذا كان لا يزال محبوسا في علبته. لكنها كانت تصرخ بلغات مختلفة؛ السويدية، واليابانية، والكينية، والإسبانية، ولغات أخرى كثيرة. هو طبعا كان يصرخ بالصينية لأنها لغة المنشأ. وبالمناسبة، لغة الأشياء الأم لا تتغير حتى لو عبث أحدهم بالملصق وغيّرَه. فالبضاعة التايلندية إذا قذفتموها في الهواء ستصرخ فزعًا بلغتها الأم رغم ملصقها المزور الذي يقول أنها مصنوعة في فرنسا أو في إيطاليا. فلا تتوقعوا منها أن تصرخ بحرف الراء الفرنسي المتسربل بالغين، ولا بالراء الإيطالية الثقيلة والمتفجرة، ستصرخ بالتايلندية وحسب. أهٍ، لو أن العلماء تظافروا مع موظفي الجمارك لاختراع جهاز لفك لغات الأشياء لصار بإمكانهم وبسهولة ضبط البضائع المقلدة!


ربضتْ الشاحنة وجاء وقت رحلة الصعود. كان العمال الذين نقلوه يصعدون على الدرج لا بالمصعد، وأظنكم تعرفون الطريقة المفضلة في نقل الحمولات الخفيفة كما هو الحال مع حامل الأوراق المسكين. أخذ كل زميل يرمى به في الهواء إلى زميله الأعلى منه حتى وصل إلى الوجهة المقصودة. وصل وقد شحُب خوفا وهلعا من رحلة الطيران الهوائي التعذيبية التي لقيها.

حرّروه أخيرا من الأربطة والعلبة ولم يبقَ سوى كيس بلاستيكي خفيف يُجلِّله، وقريبا يحين وقت الجد والكدح، فهذه هي حياة الجمادات، بل حياة كل شيء على البسيطة، كَبَدٌ في كَبَدٍ وعناءٌ في عناء. لكن كيف تكون الحياة حلوة دون كدّ يعقبه إنجاز؟

ولعلكم تتساءلون أين انتهى به المطاف وماذا سيكون عمله. هو الآن في شركة لأحد المتعهدين المتخصصين بتجهيز الفعاليات والأحداث من مؤتمرات ومعارض وحفلات وغيرها. المسكين عاد مجددا إلى مكان هادئ بشكل مزعج! تركوه وحيدا في غرفة تخزين خاوية. وهذه المرة لم يكن يعوزه النوم، بقدر ما يعوزه الأمان من بعد رحلة الأهوال في الشاحنة وعلى عتبات الدرج. كان يبحث عن أحد يشكو له ويتسامر معه، فحتى الأشياء اجتماعية بطبعها، لكن لم يجد شيئا، فالغشاء البلاستيكي الذي يغطيه يتكلم لهجة مختلفة من اللغة الصينية لم يكن يعرفها، أما العلبة والأشرطة التي ألقيت بجانبه مدحورة فكانت معادة التصنيع، لذا لم تكن تقوى على الكلام. تقوّسَ على نفسه وأجد يجتر أحلامه بإنجاز ما في ذي الحياة.

وبزغت شمس النهار الأول، وجاءت يد دافئة تختطفه من الملل، وتقتطفه من التبرم. وُضِع في سيارة مع بعض المعدات التي أخذ يبادلها الابتسامات وحسب نظرا لاختلاف الألسنة. كان خائفا أن تكون السيارة بالية مثل الشاحنة التي سبق وأقلته، لكنه على الأقل ليس داخل علبة ويمكنه أن يرى ويتوقع المنعطفات الخطرة فينطق بالشهادتين قبلها تحسبا.

"حسنٌ على الأقل سأعمل، سأنجز شيئا، فهذا أفضل من الموت مللا. الحركة بركة حتى لو كانت طيرانا في الهواء" هكذا قال الحامل.
قرأ دعاء الركوب، فكفاه الله وعثاءَ السفر.

وصل إلى وجهته وللمرة الأولى تحرر من الكيس البلاستيكي الذي أطبق على أنفاسه، وللمرة الأولى هناك من سحب قوائمه وفرشها على الأرض ووضعه في وضع الاستعداد، للمرة الأولى هناك من أمسك بجيده وعدل طوله، للمرة الأولى مسحوه ونظفوه وجهزوه. لقد راق له الوضع كثيرا.

هو الآن في أحد "استديوهات" التسجيلات، وبعد قليل سيأتي أحد القرّاء لتسجيل بعض سور القرآن الكريم.
جاء أحد العاملين ووضع مصحفا على صفحة وجهه المليئة بالثقوب. هنا، كاد الحامل يجهش بالبكاء لولا أن لا دموع له رغم كثرة عيونه. "رباه، ليت لي فما لأقبّل كتابك. ربي اسمح لي أن أقبّله بعيوني كلها" هكذا قال الحامل وقلبه يتفصّد شوقا وتوقا.
ومضت الدقائق والساعات. حلّق حامل الأوراق فيها إلى أفق بعيد، بعيد. كان يريد أن يكون رائد فضاء، وإذا به يحلق إلى ما هو أبعد من ذاك. حاملٌ للمسك كان يومها.

لكنّ اللحظات الحلوة تذوب بسرعة، انتهى عمله وعاد إلى حيث كان. وهذه الليلة أيضا حرموه الرفقة والأنس، فتركوه قرب المدخل. لكنه لم يأبه كثيرا، وأخذ يردد ما أمكنه حفظه من كتاب الله من القارئ. هل نسيتم أنه مصنوع من الحديد؟ لذا ذاكرته أيضا حديد!

*****

أيقظتْهُ في النهار التالي يد مختلفة؛ يد باردة وخشنة. قذفت به إلى السيارة نفسها، لكن الطريق كانت اليوم وعرة، والسائق كان متكدرا. والمعدات التي كانت معه كانت مختلفة عن تلك التي صحبته أمس. كانت نزقة ومضطربة وتصرخ عند المنعطفات بلغة غريبة وقاسية. وفوق ذلك كانت المعدات تتغامز وتسخر ربما من كثرة عيونه أو من صراخه الغريب بالصينية، الله أعلم. باختصار، الطريق كانت مقبوحة وكذلك الرفقة. أجاره الله مما ينتظره.

أنزلته يدٌ خشنة أخرى، وهذه المرة لم يكن عليه عباءة بلاستيكية تحميه. نصبوه فوق مسرح مهيب ورصوا المعدات النزقة حوله. لا تزال المعدات تتغامز وتلمزه، وهذه المرة زاد حقدها عليه كونه وضع في مقدمة المسرح. أخذ يسلي نفسه بقراءة ما حفظ من قرآن، ويتبسّم لهم ويحاول ملاطفتهم بلغة الإشارة أحيانا أخرى. كفوا ألسنتهم الراطنة قليلا عنه، لكن لا يزال فيهم وهج ما، وهج نزق، رآه في عيونهم، وفي جلبتهم، وفي حركاتهم التي كانوا يسترقونها متى ما غاب العمال عن المسرح.
يبدو عليهم القدم بعض الشيء فخدوشهم كثيرة، أم تراها جراح المعركة؟ معركة الحياة ومعتركاتها؟ وما أدراه هو عن الحياة وقد كان الأمس في المهد صبيا.

المسرح خلية نحل، ويبدو أن الحدث كبير. وها قد جاء صاحب الحدث الأكبر! النجم العظيم، معشوق الجماهير، وحبيب الملايين، ومؤجج قلوب العاشقين،  ليتدرب قبل الحفلة التي ستعقد غدا.

اعتسفوا على رأسه بأوراق تفوح منها رائحة السجائر. ثم اقترب "النجم" منه وعلت الموسيقا.
أخذ الصداع  يسري في أوصال حامل الأوراق، لكنه لم يعلم أنه سيصاب بالغثيان حين يبدأ "النجم" بالغناء:
"حبيبي يا روحي، يا دواء جروحي. أنا في العذاب وأنت كل طموحي."

"يا للرداءة! حتى أنا -ورغم أن لغتي الأم صينية- أستطيع نظم كلمات بالعربية أكثر احتراما وجزالة من هذه!” صاح الحامل متبرما.
لكنه سرعان ما تلجَّم حين أخذت الأغانيّ تأخذ منحى أقرب إلى البذاءة.
"ما هذا؟ ما بال بني آدم؟ هل حقا سيقول هذا الكلام أمام الجمهور غدا؟ "يا ليتني متُ قبل هذا وكنت نسيا منسيا" يا ليتني متُ قبل أن تحمل صفحة وجهي هذه السخافات.” هتفَ حامل الأوراق حانقا.

والأفظع أن "النجم" كثيرا ما كان يحتك بحامل الأوراق، إذ أنه وعلى ما يبدو لم يحفظ الكلمات جيدا، فتارة يأخذ ورقة وتارة يعيد ورقة، وتارة يعدل طول الحامل، والمسكين صابر محتسب على يدر الغدر والسخافة.

انتهت التدريبات ومساء الغد الجد!
*****

ليلة عصيبة كانت، ولم يختلف النهار التالي لها عنها. العمال يجوبون المكان تنظيفا وترتيبا وتزويقا، وحامل الأوراق يتفتت سخطا. لم يكن متقبلا لفكرة أن يكون حاملا للكير، أن يكون معينا لهذه السخافات.
"لكن ما شأني، فأنا جماد مسخر، والبشر هم المحاسبون على حسن أو سوء استعمالي" هكذا همس في نفسه.
"لا، علي أن أفعل شيئا" همس تارة أخرى

وظلت الأفكار تطبخ في رأسه.

جنّ الليل، ووقف النجم وأزيح الستار، وسرى التصفيق والصراخ في القاعة.

ابتلع الحامل ريقه وأخذ ينظر لزملائه من المعدات النزقة؛ المايكروفون، توصيلات نظام الصوت، الإضاءة، آلات الجوقة الموسيقية.
"آلات نزقة، لا أظنها ستعينني، سأخدم قضيتي بنفسي!" همس حامل الأوراق لنفسه.

بدأت الموسيقا تعلو، ووضع النجم يده على الحامل وشد أزر الأوراق وأسرها، فالآن سيغني أغنية "شهيد الحب".
"ها ها ها! يسمي نفسه شهيد الحب وهو لا يزال حيا؟! حقا هؤلاء البشر أفّاقون أفّاكون" قال الحامل.

استجمع قواه، واهتزّ قليلا ميمنة ميسرة، لكن لم يرف للنجم جفن، كان مأخوذا بصراخ الجمهور ولم يلاحظ حركة حامل الأوراق.

استجمع قواه أكثر وقال في نفسه: “سيكون هذا مؤلما، لكن ليس أكثر إيلاما مما أسمع الآن من سُخف."
استجمع كل ما أوتي من قوة، وقذف بنفسه على أرض المسرح وتطايرت الصحف؛ بعضها طار وتلفقه المعجبون والمريدون ولا سبيل لاسترجاعه، والبعض الآخر تناثر على أرض المسرح.
أخذ النجم يهمهم ويدندن ويعيد المقطع الذي كان يغنيه، فلم يكن يحفظ الكلمات بإتقان، إلى أن جاء أحد العاملين وأعاد وضع الحامل ورص فيه ما تبقه من أوراق تبعثر ترتيبها.
طبعا الكل ظن أن حامل الأوراق سقط بسبب ارتطام النجم به حين كان يرقص على المسرح، أو لأي سبب "فيزيائي". لم يدُر في خلد أحد أن يكون هو قذف بنفسه.

مرت دقائق دون مفاجآت، لكن وفجأة، انقطع الصوت. المايكروفون لا يعمل، أو لعلها السماعات! اضطروا للتوقف وأُغلق الستار لتدارك الوضع وإصلاح "الخلل الفني".
أخذ بعض الجمهور يصفق تشجيعا ويصفر، لكن الغالبية أخذوا يتبرمون ويتذمرون، ولحسن حظ النجم أنهم لم يكن معهم شطائر بالبيض والطماطم، وإلا ...!
غمز المايكروفون لحامل الأوراق وابتسم. كان الحامل شأنه شأن بقية الموجودين يظن أن تعطل الصوت فعلا أمر عارض، لكن ابتسامة المايكروفون له جعلت أساريره تنفرج. “حتى النزقون لا يقبلون بالسخف" قال في نفسه، وبادله التحية بغمزات من أعينه الكثيرة.

فُتح الستار مجددا، وعاد الوضع كما كان تقريبا؛ مراهقات مبتليات يصطرخن، ومراهقون أرهقوا عمرهم وأثخنوه.
لكن وفجأة، فقد "الغيتار" دوزنته، وصوت بقية الآلات صار نشازا في نشاز، والوضع مقلق، و"النجم" يتصبب عرقا. لكنّ الحامل ابتسم كما لم يبتسم من قبل حين غمزت له آلات الجوقة الموسيقية!
"كنت أظنها نزقة ومارقة، ما ظننت أن لها قلبا." قال الحامل.

هنالك اتخذ حامل قرارا قد يكلفه الكثير، لكنه كان سعيدا بتلك البسمات والغمزات من أصحابه الذين لا يعرف حتى لغتهم.
نطق بالشهادتين، وألقى بنفسه من فوق المسرح، وطارت الأوراق كالفراش المبثوث، وأفل نجم "النجم" تلك الليلة. استقر حامل الأوراق على الأرض الصلدة بين أقدام الجماهير الغاضبة. صحيح أن عنقه الأغيد تأثر، لكن في الغالب سيعالجونه بشريط لاصق، أوفي أسوأ الأحوال سيقومون بإعادة صهره وإعادة تدويره، وربما صار هذه المرة فعلا جزء من مركبة فضائية وحقق حلمه البعيد.

البعض فسر ما جرى تلك الليلة بـ"عين" أصابت النجم أو "نحس" يطارده، أما "النجم" الآفل فكان يصر أنها مجرد مجموعة صدف متلاحقة لا أكثر، وصرّح بأن خبير الأبراج نصحه ألاّ يعني تلك الليلة. ووعد الجماهير بألا يتحرك في المستقبل دون استشارة الأبراج!

في المرة القادمة إذا رأيتم الأشياء تتآمر وتتحرك لتحارب سخفا ما، أو تفتعل "خللا فنيا" لتنكر منكرا، اعرفوا أن ثمّة "حامل أوراق" حمل لواء التغيير، "حامل أوراق" لم تُعِنه الدنيا ولا ظروفها كي يحقق حلمه البعيد، لكنه أدرك أن الحياة قصيرة، وإن "ما لا يدرك كله، لا يترك جُله"، فأنجز في محيطه الصغير حتى وإن كان إنجازه مجرد أن يرفض أن يكون مُعينا على المنكر!