فلسطين لا تحتاج الى "نقيقنا " و تبرمنا على ما نرى بعين الام و بابيها ، و لا هي  تحتاج الى القاء كل اللوم على امريكا و التسلي بنظريات المؤامرة . فلسطين تحتاج منا – ان القينا السمع و نحن شهداء- ان نؤدي فرض العين الواجب على كل من آمن بالله : الجهاد .

اما عن "جهاد الميدان" فهنالك من يبلي فيه بلاء حسنا و يشق طريقة للجنان و يحتاج منا الدعم الدُعائي )بضم الدال ) والمادي. المشكلة كل المشكلة انه و على  الجانب الاخر من العالم هنالك من يرقب ، يصور و يعرض ما يحدث على انه مصنع للارعاب .

الاستحقاق الواجب علينا هنا هو ان نقوم ب"جهاد اللسان" ، بكلمة حق عند "سلطان رابع" جائر و امام اعلام  اعور مستنسب.

"الآخر" لن يتعطف و يتلطف و يتعلم لغتنا ليسمع الى نظرتنا فهنالك من يقوم بالمهمة عنه ، من يضع له الكذبة في الاذن  و القناعة في العقل . ما نحتاجه بسيط ، و بُحَّ صوت الكثيرين في الدعوة اليه : فضائية تبث بالانجليزية مبدئيا و ربما مستقبلا بلغات اخرى تقدم التحليل السياسي بطريقة عقلانية ، مقنعة ،و موضوعية دون تشنج ، و تقدم الخبر معززا بالصورة ، و تقدم تصحيح الفكرة مدعما بالحقيقة ، هنا يمكننا ان نلوم الاخر ان اصابه الرهاب منا .

الحجة المكرورة هي عدم توافر الدعم المالي للقناة . و الحل بسيط ، لم لا تعمل الفضائية على هيئة المدارس و الهيئات غير الهادفة للربح ؟ لم لا توظف المتطوعين من الشباب المتعطش لعمل شئ و انا اول من سيتقدم ؟

لم لا يكون اسم القناة "قناة الجهاد " و هم اسم سيعمل على امرين : اثارة فضول المتابع ، و ابراز كل القوالب الذهنية عن الجهاد الى السطح ليفاجئ بان هذة القناة عمل اعلامي متقن ، عقلاني ، له رسالة لكشف الحقيقة لا الربح ، فهذة قناة مختلفة عن بقية القنوات ، و هي اكثرهن استقلالا . ها ستحدث عملية تسمى  Disillusionment او التحرر من الوهم ، فيغدو المشاهد اكثر وعيا، تفتحا و تقبلا .

هذا ما سينقلنا من ممارسي ثقافة الضحية الى ثقافة المبادر و المغيِّر بدل الانسحاب و التبرم . هنا صفادع المستنقعات هي من سيتحول الى النقيق . جهزوا سدادات الاذن او ابحثوا لهم عن اميرات!

نشرت في مجلة الاتحاد، العدد 195، ديسمبر 2002.