رد ثان على عقلية المليفي لا شخصه:
معضلة القائل و المقولة و إستنسابية استخدام المنطق في العقلية العربية - حياة الياقوت
نتحسر بلوعة على أيام الرسول صلى الله عليه و سلم و عهد الصحابة الكرام ثم نأتي بما يناقض أخلاقهم تماما. مفارقة أخرى لافتة من مفارقات عالمنا الكليم.
عندما أخطأ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في اجتهاده في مسألة تحديد المهور فصححت له امرأة من عامة الناس، لم يستنكف أن يصعد على المنبر ليعلن خطأه على الملأ و لا ضره هذا شيئا و لا حط من قدره و لا محبته في قلوب المسلمين. و الإمام الشافعي لم يحرجه أو يضره تغييره لجُل مذهبة عند انتقاله من العراق إلى مصر. الكاتب محمد المليفي كتب ردين في مقالتين مختلفتين ردا على تعليقي على مقالته المنشورة في صحيفة السياسة و التي عنونها ب "بول أميركا في العراق... نعال الزوجة المشهورة .. و مصدر الفتنة" نشر أول رديه في 19 أكتوبر 2003 و ثانيهما في 26 أكتوبر 2003 لكن و للأسف أحتفظ في رديه بخطئه الأول ( العبث بالنص الديني) و زاد عليه خطأ آخر: التجريح الشخصي.
ما كنت أتوقعه من شخص درس الشريعة الإسلامية هو خلق قريب من الصحابة. توقعت أن يقول "جزاك الله خيرا يا أختي، أخطأت و من منا لا يخطي" ألم تقل العرب "رحم اللهم أمرؤا أهدى ‘إلى عيوبي". إذا كان المليفي يرد على النصيحة- الهدية بعض اليد، فهذه حالة كارثية. لكن يبدو أن التوقعات الايجابية والنوايا الحسنة لم تعد ذات قيمة. و بما أن الكاتب المليفي هوى بالحوار إلى التجريح الشخصي، فلتكن هذه آخر محاورة.
أ- التجريح الشخصي: معضلة القائل و المقولة
عندما حار عرب الجاهلية جوابا في رسالة الرسول صلى الله عليه و سلم وصموه بأنه مجنون و شاعر عوضا علن الرد على الخطاب المنطقي القرآني المفحم. لقد قالوها بالحرف الواحد "سفه أحلامنا" فمنعتهم العزة بالإثم من الاعتراف بالحق له فلجأوا إلى أسلوب تجريح القائل بدل مناقشة المقولة.
و على العموم هذه ظاهرة بشرية عامة و تسمى ad hominem argument تظهر في حالات دم المقدرة على دحض الحجة، أي أنها حيلة نفسية دفاعية.
الكاتب المليفي و على امتداد المقالتين استخدم عبارات عدة تمس شخصي و هو أمر لا يحق له بأي حال لأني في مقالتي السابقة لم اقل شيئا يمس شخصه، بل ناقشت فكره. و حتى قولي أنه اختلق نصا دينيا هو اتهام لما كتب ( و هو اتهام لايزال قائما بغرض النصح و الانتصار للدين) و ليس اتهاما لشخصه. فما حدث هو حادثة اختلاق نص ديني، و لا يوجد عبارة في مقالتي تصف المليفي بأنه مختلق أو كاذب هناك فرق كبير بين الحالتين. لقد ناقشت الفكر الذي يحمله لا المفكر و هو أمر منفصل عن شخصه كإنسان، و لم أدس نفسي في حياته و صفاته الشخصية كما فعل هو معي. و مؤسف أن رده يفيض بالشخصانية، لكن هذه أحدى نتائج مناهج التعليم في الدول العربية التي تفتقد مهارات البحث و التفكير العلميين و أسس المناقشة الموضوعية. و على العموم، المليفي ليس فريدا في الأمر لوحده، ف "الفتاوى الاجتماعية" تطل برأسها في المطبوعات و الفضائيات. إنها فتاوى لوجه المجتمع لا لوجه الله تعالى.
هنا طائفة من بعض من قاله في حقي و هو أمر يحاسب عليه يوم القيامة و لا شك، فضلا على أنه لا فائدة نقاشية له في الموضوع المثار، إنما كتبه تحويلا للانتباه عن لب النقاش:
1- في رده الأول يقص قصة امرأة تدعى الرميكية و هي امرأة يضرب بها المثل في الجحود و نكران الجميل ثم يقول في الذ الثاني(( ... وكلي امل ان لا تسلك حياة الياقوت هذا المنهج الاجتماعي فتجعل من نفسها رميكية عصرنا الحديث)).
أليس هذا تنابزا بالألقاب! " وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11) ثم ما وجه الشبه المنطقي بيني و بين الرميكية؟ من هذا الذي أنكرت فضله؟ نورنا أنارك الله. الثابت على الأقل أني لم أنكر فضل رسول الله الذي جاء لنا بالحق و انتصرت له.
2- في رده الأول يقول بنبرة استهزائية "حيث انها صنفت نفسها من الادباء عبر شبكة الانترنت" و يقول في مقالته الثانية "الكاتبة او الاديبة كما يحلو لها ان تنادى وتلقب" و "ثم تأتي البحاثة الفهامة وحضرة الاديبة الكبيرة" و "حضرة الاديبة ربما كانت تبحث في كتاب كليلة ودمنة".
الأديب تصنفه كتاباته و لا يصنف نفسه. فالمقالة (و ليس المقال كما يشاع خطأ) و القصة القصيرة من بين كتاباتي بأكثر من لغة فلم لا أصنف أديبة على الشبكة و ورقيا أيضا. فضلا على أني أرأس أول دار نشر الكترونية و أول مكتبة الكترونية مجانية غير هادفة للربح في العالم العربي و هي "دار ناشري" www.nashiri.net تحوى أدباء و كتابا من كل الأقطار العربية. أما أسلوب الطعن الاستهزائي المبطن و النبرة التهكمية فإنها لم و لن تـحــقا باطلا قط. و العبارات التي تبدو وصفية بريئة و تحمل نبرة تهكمية مذمومة من كل بد. فعندما استقصرت أحدى زوجات الرسول زوجة أخرى له – و قد تكون قصيرة فعلا أي ان الأمر يبدو وصفيا – قالها لها الرسول صلى الله عليه و سلم " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته". فالمليفي يستخدم كلمة الأديبة بظاهر وصفي و باطن استهزائي يظهر من الكلمات في السياق المحيط بالنص. أنها كلمات لو مزجت بماء البحر لمزجته.
3- و في رده الثاني يقول أيضا "او ربما ان اقتناعها بمكانة الرجل قد اهتزت بمشكلة اجتماعية خاصة, فلذا نراها وقد نست فجأة المنهج الشرعي والمتزن في تعاطي مثل هذه القضية الشرعية المهمة". اسلوب قديم سقيم يسمى ال Equivocation أي الكلام العام الملتبس الذي يفهم منه الكثير و يترك الأمر للتفسيرات الشخصية العواهنية. الطريف في الأمر انه و في ذات الفقرة يذكر الكاتب عبارة "المنهج الشرعي المتزن". مفارقة لافته أخرى، فاتهامه هذا يفتقد أبسط أسس المنهج المتزن، فهو كلام له معان عديدة قد يساء فهمها جدا. أتمنى الا يتحجج بذكره "قد" في الجملة، فالكلمة قد تعفيه من المسؤولية القانونية، لكنها قطعا لا تعفيه من المسؤولية الدينية " فرقيب و عتيد موجودان و يسجلان النوايا و ليس الأفعال و الأقوال فقط" و إطلاق الأحكام العامة الملتبسة و لصق كلمة" قد" في مقدمتها ذرا للرماد في العيون مؤسف. يوم القيامة يسقط حق الله فالله عفو غفور و لا يسقط حق العبد إلا بالعفو. ثم ما هي هذه المشكلة يا ترى؟ من أين حصل الكاتب على معلومات حولها ؟ فبين لنا بالدليل النطقي كيف أثرت على موضوعيتي.
4- يقول في رده الثالث: "يكشف لنا عن مستوى ثقافتها الشرعية ولكن لا لوم عليها اذا كانت تلميذة لزعيم الفاشلين"
الهمز و الطعن منكران و لاشك. ف "ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذئ". لكن كان لدي العديد من الأساتذة الذي تشرفت بتدريسهم لي و أكن لهم كل الفضل و التقدير اختلفت مع أرائهم أم اتفقت. فلم لا يحدد الكاتب المليفي أسم هذا الأستاذ؟ هل خوفا من التبعات القانونية التي تجرها عبارته المسيئة؟ ماذا عن التبعات الدينية الأخروية.
ب- استنسابية المنطق و القياس و استخدامها على النصوص الدينية.
هنا نص الكاتب في المقالة الأولى التي رددت عليها ((جاء بما معناه في الحديث الصحيح »تخيروا لبناتكم الزوج, فانما هم إماء« اي ان الزوجة تصبح كالجارية لزوجها كيف لا وهي لا تدخل الجنة الا برضاه ولا تدخل النار الا بسخطه!))
الكاتب ينكر علىّ اتهامه باختلاق النص الديني و يتحجج بالقول انه أضاف عبارة "بما معناه" ، لكن ينسى أن ادعاءه أن حديثا – بالنص كان او بالمعني لا فرق- هو حديث صحيح دون تحقق تقوّل على النص الديني و اختلاق له أيضا و إضافة شرعية غير متوفرة أصلا.
الأمر الأهم، أن كلمة الأمة التي يستشهد بها الكاتب المليفي منهي عنها بالحديث الصحيح (لا يقولن أحدكم: عبدي، وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي، و جاريتي، وفتاي، و فتاتي)
و ينكر على أيضا اعتراضي على عبارة "لا تدخل النار إلا بسخطه". و هي عبارة غير منطقيه البتة و بينت سبب ذلك في مقالتي السابقة. ثم يبتسر أجزاء من مقالتي ليضع الكلمات في فمي و يتهمني بالقول أني قلت أن ليس للزوج دخل في دخول الجنة و يتجاهل قولى في نهاية المقالة ((الجنة مفاتيحها بيد خالقها، يدخلها من يأتمر بأمره. أما إرضاء الزوج لزوجته و إرضاء الزوجة لزوجها فمن مفاتيحها و ليس المفتاح الوحيد)) و يعترض على الإرضاء المتبادل. فهل يعقل أن الله يأمر المرأة بطاعة زوجها و في ذات الوقت يترك الأمر للرجل ليعامل زوجته بالمعروف أو لا. المودة والرحمة المشتركة بإرضاء الزوج لزوجته و معاملتها بحسب ما أمر الرسول و طاعة المرأة لزوجها ما لم يأمر بغير الحق.
الطريف أن الكاتب يتهمني أنا بالسعي للأغراض الاجتماعية. أ نوع من الإسقاط هذا؟ و بالشخصانية أيضا. فليثبتها إذا، بل هو من هبط بمستوى الحوار و كال التجريحات الشخصية فيه كيلا.
عودةً على النصوص الدينية المختلقة، فالاختلاق ليس بابتداع نص ديني – نقلا كان أو معنى- أو بخلع صفة الصحة عليه و هو ليس كذلك و حسب، بل يكون أيضا بالتفسير غير السليم المتعارض مع مقاصد الشريعة و مبادئ الحس المنطقي السليم. و هنا الرد على تفسيره التقولي على الأحاديث الشريفة:
1- يقول الكاتب: ((»استوصوا بالنساء خيراً فانما هن عندكم عوان« قال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى عوان عندكم يعني أسرى في ايديكم. وذكر اهل اللغة في تفسير »العوان« قولهم العوان هو الاسير وهو كل من »ذل« و»استكان« و»خضع))
هذا مثال على لي عنق النص الديني تفسيرا. ف"عوان" تعني الأسير في بعض المصادر اللغوية. لكن السؤال هل يعني الحديث معنى أسير الحرب حرفيا؟ محال منطقيا و الا لانطبقت أحكام أسرى الحرب على الزوجات. و يستحيل انه وصف للأسير بالذل لان أسر الأشخاص في الإسلام لا ينقص من قدرهم و لا يحق للآسر مذلة الأسير و إلا أثم.
الأمر و ما فيه هو انه في اللغة نوعان من المعاني: المعاني الحرفية denotation و المعاني العرفية connotation . فالمعني الحرفي غير وارد عقلا، فيبقى المعني العرفي. فالمرأة أسيرة بمعني الحبس لا الذل. فهي "مأسورة" أو "محبوسة" مجازا لأنها لا يحق لها الزواج بغيره و هي في عصمته، بينما يحق هو له ذلك. و بالتالي إذا رأي الزوج قصورا من زوجته له أن يصححه بزواجه بأخرى تسد النقص طالما التزم بالعدل، أما الزوجة فمهما رأت من قصور من زوجها فلا وسيلة لها لسد النقص إلا الطلاق منه و الزواج بآخر و هذا الخيار لا يستعمل الا عندما تستحيل العشرة. فالنص بالتالي يخاطب الرجال و يتطلب منهم الترفق بالنساء حيث أنهن غالبا يقبلن قصوركم و قد لا تفعلون انتم ذات الشيء. أنتم تملكون حلولا تعويضية بديلة و هن لا يملكن، فأحسنوا إليهن و استوصوا بهن خيرا. و بالتالي النص تكريمي لا إذلالي.
2- يقول الكاتب ((الحديث الآخر فلقد جاء بعدة روايات مختلفة بحديث موقوف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »النكاح رق فإذا أنكح احدكم وليدة فقد أرقها, فلينظر أحدكم لمن يرق كريمته« انظر كتاب المبسوط للإمام أبو بكر محمد بن ابي سهل السرخسي.. الجزء الخامس.
وروى البيهقي حديثاً آخر مثله فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »النكاح رق, فلينظر احدكم اين يضع كريمته))
يا للهول، هذا اختلاق آخر جديد. فالكاتب يقول أنه و في سنن البيهقي نص الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »النكاح رق, فلينظر احدكم اين يضع كريمته))
و بعد مراجعته في سنن البيهقي كان النص كالتالي: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ : إِنَّمَا النِّكَاحُ رِقٌّ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ أَيْنَ يُرِقُّ عَتِيْقَتَهُ. وَرُوِىَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ.) إذا الحديث ليس منقولا عن الرسول صلى الله عليه و سلم، أنما هو مقولة و رأي شخصي من السيدة أسماء رضي الله عنها. و أتمنى الا يقفز الكاتب المليفي و يتهمني بالإساءة لها.لكن و رغم حبنا للسيدة اسماء و اعترافنا بفضلها و هي ذات النطاقين، الا ان هذا لا يعني ان كلامها مصدر من مصادر الشريعة الإسلامية.فالرسول صلى الله عليه و سلم قال "عليكم بسنتي و سنه الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ" و إن كانت أسماء من خيرة الصحابة و ممن رباها الرسول فهذا لا يفرض رأيها كنص تشريعي كما أنها ليس من الخلفاء الراشدين. طبعا هذا على فرض ان الكلام نقل بصورة صحيحة عن السيدة اسماء، فالاعتناء الأساسي في فترة تدوين الأحاديث كان بأحاديث الرسول و أسانيدها و ليس بكلام الصحابة و أسانيده مما يثير بعض الشك حول صحة الكلام المنقول على لسان السيدة أسماء لغياب مصادر واضحة تبين من روى هذا الكلام عنها.
و حول الرواية الأخرى المروية عن السيدة عائشة، جميل أن الكاتب ذكر ان الحديث. كون الحديث موقوفا يعني أنه بالتالي من الأحاديث التي لا يعتد بها كما قال بعض أهل العلم فيما قال البعض بجواز الاعتداد بها مثل الإمام أحمد.
الآن و لفصل المسألة، فلنستخدم العقل، فهو أساس تكليفنا في حال شك في صدقية السند. هل يعقل أن يكون الزواج من موجبات الاسترقاق؟ اذا سلمنا بهذا الرأي فنحن أمام كارثة فقهية، فهذا يعني ان أحكام الرق تنطبق على الزواج، هذا قد يعني أن يأتي أحدهم مثلا و يتحجج بهذا الحديث و يبيع زوجته على اعتبار انها أمة!
3- و ينقل الكاتب: ((وجاء في الحديث ان معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه رسول الله الى اليمن جاءته امرأة ومعها أولادها فسألته قائلة: لقد تركت أبا هؤلاء الاولاد في البيت فما هو حقه علي? فقال معاذ: والذي نفس معاذ بيده لو أنك ترجعين اذا رجعت اليه فوجدت الجذام- وهو مرض تتساقط منه الاطراف, قد خرق لحمه وخرق منخريه- أي انفه- فوجدت منخريه يسيلان قيحاً ودماً ثم ألقمتيهما فاك, لتمصي ما به من قيح وصديد, ما بلغت حقه عليك))
نعم هؤلاء هم السلف الصالح، نحبهم، و نثق بتربية الرسول لهم، لكن هذا لا يعني ان كلامهم منزل، أو ان النصوص المنقولة عنهم معصومة و بالتالي ملزمة؟ و مرة أخرى هنالك مشكلة البحث و التحقق في صحة الكلام المنقول عن الصحابة.
4- أما مجموعة الأحاديث الأخرى فكلها تقع في أطار فكرة وجوب الطاعة و الإحسان و لا غبار على ذلك. و قد رددت على بعضها في مقالتي السابقة، لكن ما المانع المنطقي ان تنطبق على الزوج بالمقابل. هل لأن من سئل الرسول في الأحاديث المذكرة كانت امرأة يعني اخذ الأمر بحرفية قاتلة والقول أنه ينطبق على النساء فقط. أين الحجة المنطقية في ذلك؟ فالمرأة" التي تبيت و زوجها عليها ساخط لا ترتفع الصلاة فوق رأسها شبرا". و ماذا عن الزوج الذي يبيت و قد ظلم زوجته و اساء اليها؟ الا يقع عليه ذات العقاب؟
عودة لموضوع الضرب، هل ترتفع صلاة الزوج الذي يضرب زوجته فوقه رأسه شبرا؟ مفارقة لافته أن يدين المليفي ضرب زوجة لزوجها – و هو أمر منكر و يعاقب عليه القانون و لا يشرعن له أحد- لكن في ذات الوقت يستنسب و يغض الطرف عن حالات كثيرة يضرب فيها الزواج زوجاتهن. هل فقط لان ال"تابو" Taboo الاجتماعي يمنع على المرأة الشكوى يعني أن نشرعن للظلم. هذه هي عقلية "سي السيد" التي انتقدتها و لا أزال: عقلية انتقائية مزدوجة المعايير.
لقد قلت ما قلت رفعا لظلم و تجن وقع على أحاديث حبيب الله. إنها كلمة حق لوجه الله الكريم و نبيه العظيم سُعِدَ من سُعِدَ، و شتم من شتم. أنها أعلى أنواع الجهاد: كلمة حق في وجه تفكير مجتمعي جائر.
..................................................
1- المقالة الأولى للكاتب محمد المليفي:
بول أميركا في العراق .. ونعال الزوجة المشهورة .. ومصدر الفتنة
http://www.al-seyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=1550
2- رد الكاتبة حياة الياقوت على المقالة الأولى:
http://www.al-seyassah.com/alseyassah/10_10_2003/05.pdf
3- الرد الأول للكاتب محمد المليفي على مقالة حياة الياقوت:
عودة إلى بول أميركا.. ونعال الزوجة .. و الزعفران
http://www.al-seyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=1635
4- الرد الثاني للكاتب محمد المليفي على مقالة حياة الياقوت:
نعم والله .. حتى لو لحسته لن تؤدي حقه
http://www.al-seyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=1693
5- رد الكاتبة حياة الياقوت على المقالتين الأخيرتين للكاتب محمد المليفي:
رد ثان على عقلية المليفي لاشخصه: معضلة القائل والمقولة واستنسابية استخدام المنطق في العقلية العربية
http://www.al-seyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=1743
معضلة القائل و المقولة و إستنسابية استخدام المنطق في العقلية العربية
- التفاصيل
- كتب بواسطة: حياة الياقوت
- المجموعة: مقالات دينية
- الزيارات: 9987