يتولع بعض المترجمين بتحويل التاء على طاء اثناء ترجمة الاسماء ترجمة حرفية transliteration . ف توم Tom يصبح طوم، و اوثيلو Othello يصبح عطيل، و تومسونThomson يصبح طومسن، و "واتسن" Watson يستحيل الى واطسن و هكذا. و بعد ان وضعت حرب السوبر ستار زعيقها، لم لا نجرب ترجمة اسم البرنامج Super Star على انه ( سوبر سطار) و نرى ما يحدث؟ الصدفة ظريفة. ف ( سطار) باللهجة الكويتية تعني الصفعة ! و في العربية الفصحى السُطُر هي الاقاويل المزخرفة، و الاسطورة هي الحديث الذي لا اصل له.و يقال سطر الرجل اي صرعه، و الساطور اداة لتقطيع اللحم.و المسطارة هي الخمرة الصارعة شاربها. و السطّار هو اللحام. و بين الاسطورة والسطار نلتمس رحمة الستار.
لا اكتب ما اكتب استهزاء او غيرة من ناجحين، و لا انتقاصا من موهوبين. بل هو الخوف و الحرقة على ملايين الموهوبين المهمشين، و غضبة على الاحتفاء بأمور هامشية تاركين أواسط الصفحات و لبها فارغا.
ترويح القلوب مطلوب، لكن ان يتحول الى الخبز اليومي ، ان يتحول الى اكبر الهم و مبلغ العلم. فهذه رفاهية لا تقدر عليها شعوب نامية ترزح تحت المها و جهلها. و المجتمعات في طريقا الى التطور تسير بطريقة stalagmitical أي من قاعدة الهرم الى قمته لا بطريقة stalactical بالقفز الى قمة الهرم و القاعدة لا تزال تحت الانشاء.
تابعت البرنامج – ناقدة لا منتقدة – بعين العدالة لا عين السخط و لا عين الرضا. و عين العدالة تقول و لا تخشى، عين العدالة عين موضوعية لا تحاكم المنقود باكثر مما يطيق او باكثر مما يدعي، فنحن امام مشروع "بيزنسي" ربحي لم يقل يوما ان هدفه الترويج للاخلاق و الثقافة و التطور ف funny is money و ان كان ما يبعث على المرح في اخر قائمة الاولويات للتقدم.
من حقنا ان نطلب من البيزنس ان يكون عادلا معا طالما ان كنا عادلين معه. الانشاد ضرورة و فعل بشري طبيعي. الم يحتفي الصحابة بالرسول عليه الصلاة و السلام بالانشاد له؟مع التأكيد ان لكل اغنية لحن و ليس بالضرروة توزيع موسيقي مصاحب للحن.السؤال لم الاصرار ان يكون كل ما نسمع من فئة " احبها و تحبني و تحب ناقتها بعيري" ؟ حتى الاغاني التي تعبر عن الحزن و الالم ، تعبر عنه في نطاق فقدان الحب. الغناء كفن وسيلة للتعبير عن المشاعر. لكن هل الحب هو العاطفة الوحيدة التي تمتلكها الكائنات البشرية على كوكب الارض؟
ما المشكلة ان نسمع اغنية لشخص يعتذر لربه و يطلب الغفران؟ او شخص يشعر بالظلم؟ او شخص غاضب من مديره، بل و حتى اخر يعاني من مشكلة في اختيار اي تخصص سيلتحق به في الجامعة؟ اليست كل هذة عواطف بشرية وجد الفن كي يعبر عنها؟ نحن نحب لكن في ذات الوقت نكره و نخاف و نشعر بالغيرة و القلق و السعادة و الارتياح و الانجاز.
مايكل جاكسن غنى للحيوانات المهددة بالانقراض، ارى بجديه ان لم نفكر باعادة النظر بحالة الفن و فلسفته لدينا فنحن من سننقرض حضاريا و تاريخيا.
لا اتكلم قطعا عن الزذاد من الاغاني الوطنية و القومية االتي صنعت لذر الرماد في العيون حتى لا يقال ان الطرب يلهي عقول الشباب و صنعت ايضا للاستهلاك المحلي وقت الازمات مع اسرائيل. وحتى هذا النوع لم يسلم من التراقص و التمايل.
سوبر ستار لا يختلف عن البرامج التي تهلل للشعر العامي الشعبي، و مسابقات ملكات الجمال، او تلك التي تروج للابراج، انها "رزمة" متكاملة لا يغيرها الا تغيير العقلية. و الاعلام هو ما يغير عقلية المشاهد في اغلب الاحوال لا العكس.
لا يفل (سوبر ستار) الا (سوبر شطّار). الحل هو ان نشاهد برامج مماثلة تحتفي و تدعم مواهب اخرى ابتداء من الاشغال اليدوية و انتهاء بالبرمجة الكمبيوترية شريطة ان تكون بحجم و مهنية "سوبر ستار". و العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة. و رأس المال المخاطر هو الذي يحقق الميزة التنافسية على المدى البعيد لا رأس المال الجبان الملتصق بحائط الأمان القائل: "الجمهور عايز كده". حتى نرسم (سطرا) جديدا لتنمية العقل و الاستثمار فيه،و الا لن نجد مكانا لا في متحف التاريخ و لا حتى ك( أساطير) غابرة.
سوبر سطار !
- التفاصيل
- كتب بواسطة: حياة الياقوت
- المجموعة: مقالات اجتماعية
- الزيارات: 5951