" البنت زي الولد
ما هيش كمالة عدد"
سعاد حسني – مسلسل "هو و هي"

لست من الذين يتدخلون في دين احد، و لكن المسكينة لم تحتمل نار المجتمع، و فضلت عليها – جهلا او سأما- ان تنتحر لتخلد في نار الآخرة، و اخذت في طريقها ابنتيها ربما اشفاقا عليهما من جور المجتمع، او يأسا شمشونيا.هذة الباكستانية التي انتحرت و قتلت ابنتيها لاخفاقها في انجاب صبي، لن ينجح في ان يثير استغراب احد، و ان نجح في اثارة ألم الكثيرين و غضبهم. القائمة حبلى بالامثلة في عالمنا الكليم ابتداء بجرائم الشرف، و ختان الاناث، و انتهاء بحرمان النساء من حقهن الانساني- السياسي.

وأد البنات تحت الرمال ولى و لله تعالى المنة، و لكن من قال أن الوأد ليس مثل الحرباء يعود بألوان كثيرة و مثيرة. و هذه القصة نموذج للوأد الاجتماعي.

سلطة المجتمع مثيرة للتعجب، فكيف يوضع أمر الله في كفة و أمر المجتمع في كفة فثقل كفة المجتمع! الطريف المبكي عندما يزاد الطين بلة بان يستخدم الدين في تبرير العرف الاجتماعي المناقض للدين بواسطة الدين ذاته، ابرز مثال الجدل المثير للشفقة حول حقوق المرأة السياسية. هل نحن إزاء "نوع"من الإسلام؟ دين الله واحد فمن ذا الذي يقسمه؟ هل يعقل أن نكون مسلمين مجتمعيين، انتقلنا من عبادة الأوثان الى عبادة المجتمع، أكون شاكرة من كل عقلي و قلبي إن كنت مخطئة.

على ذكر الأوثان، فرانسيس بيكون صنف أربعة أنواع من الأصنام، و هي رمز لميعقات التفكير السليم. اصنام المسرحThe idols of the theatre هي احد الاربعة، و هي  تكتسب صفتها من ان قائلها ذو اهمية و ان اخطأ. يشمل هذا الفلاسفة، المشاهير من المفكرين، و بالتأكيد الاموات، فكثير من المجتمعات يحكمها الاموات الذين يرون ان الفتى افضل من الفتاة و ان قال الله عكس ذلك، و يتظارفون و يبررون وجهة نظرهم بقولهم " و للذكر مثل حظ الانثيين" متلاعبين بكلام الله. قديما قالوا ان اعلى انواع الظلم ظلم الانسان لنفسه، هنالك ظلم اعلى – او ادنى على الاصح – عندما يظلم احدهم دين الله.