الـ HTML أو كما يعربها البعض بعبارة ظريفة من خلال الترجمة الصوتية لها على أنها الـ (هتمل) هي لغة تكتب بها صفحات المواقع الإنترنتية. لغة التصميم الشائعة جدا هذه تعمل من خلال كتابة رموز معينة يترجمها المتصفح إلى ما تراه أمامك من صفحات عالية الاحتراف. أي أن وراء الكواليس رموز بسيطة تتحول إلى تحفة جميلة تخلب الألباب. ملفات ال HTML تتميز بصغر حجمها كونها ملفات نصية ولا تحتل مساحة كبيرة على الأجهزة المستضيفة لها. تكوين هذه اللغة عبارة عن وسوم tags لكل منها دلالة ووظيفة معينة. فلنوع الخط وسم معين، ولإنشاء وصلة أو تغيير لون الخط أو إضافة صورة لكل منها جميعا وسوم موحدة يتم من خلالها إنشاء الموقع. ال HTML ليست الوحيدة على الساحة، فقد ظهرت لغات تصميم تقدم عناصر تفاعلية تظهر ال HTML أمامها شديدة التخلف. لكن ما يميز ال HTML كونها من أسهل والأكثر اللغات شيوعا فضلا عن توفر الكثير من البرامج التي تمكن المصمم من تصميم الموقع دون أن يعرف شيئا عن اللغة نفسها من خلال واجهة كرافيكية أو ما يسمى ب GUI: Graphical User Interface.

كما أسلفت هذه الملفات لا تحتل مساحة كبيرة مما يعني أيضا أنها سريعة التحميل لمن لا يزالون يرزحون تحت نير الإنترنت البطيئة أو الـ Narrow Band . على جانب آخر، فإن ملفات الصور والفيديو والصوت من الملفات ذات الحجم الهائل التي تلتهم سعة الأجهزة المستضيفة (السيرفرات) مستهلكة معدل البينات المسموح بنقلها على هذه الأجهزة، فضلا على أنها محبطة لذوي الاتصال البطيء. السؤال هنا، ألا يمكن أن نجمع بين أفضل ما في العالمين؟ ألا يمكن تطبيق ذات فكرة لغة ال HTML في تصميم الصور بحيث يكون ملف الصورة هو الآخر عبارة عن رموز كرموز ال HTML بحيث يحدد لكل بيكسل (وحدة قياس منمنمة الحجم تستخدم لقياس حجم الصور) خصائص معينة من حيث اللون و التعرجات وتكتب هذه البيانات في ملف نصي يحتوى على الحجم النهائي للصورة وعدد البيكسلات وإحداثياتها وخصائص كل منها، يقوم المتصفح بعد ذلك بترجمة هذه الرموز على شكل صورة تظهر للمبحر في عباب الإنترنت مسلّـمة لا شية فيها.

العصر القادم عصر ستهاجر فيه ملفات الفيديو والصوت بصورة أكثر كثافة إلى الإنترنت. فماذا لو طبقت هذه الطريقة على الصور بل ومستقبلا على ملفات الفيديو التي في أصلها مجموعة صور متعاقبة. ألن يعطينا هذا جودة أعلى بحجم أصغر وأكلاف أقل وبالتالي إفادة أكثر؟ يبقى الأمر في علم الغيب، فمع التطور المتوالي والزيادة المضطردة في سعات التخزين وزيادة من يملكون اشتراكات فائقة السرعة، قد تفتر عزيمة البعض عن البحث عن حلول لتقليل حجم الصور وملفات الفيديو. لكن تذكروا، ما عدنا في عالم من يملك ومن لا يملك، بل في عالم من يسرع ومن لا يسرع. فهل سيسرع أحد مبدعي العرب بتطوير هذه الفكرة و"يهتمل" الصور؟ يغمرني الأمل بذلك.