في مقالتي الفائتة تساءلت عن إمكانية إيجاد نظام يمكننا من رسم الصور وملفات الفيديو من خلال رموز شبيهة برموز لغة تصميم المواقع ال HTML وتساءلت عن إمكانية أن يكون أحد الساميين المبادر بهذا الأمر.لكن يبدو أنه لا عزاء لساميي العرق، فأبناء العم سام سبقوهم ليس فقط بالتفكير في الأمر بل وبالشروع فيه أيضا. W3 Consortium وهي المجموعة التي ساهمت في تطوير ال HTML قامت أيضا بابتكار لغة الXML وهي لغة تستخدم في وصف المستندات لكن الجديد أنها أيضا قامت بتطوير طرق لرسم الصور وتحسين أداء ملفات الصوت والفيديو أيضا من خلال لغة ال XML. تتميز لغة ال XML بأنها ليست بديلا عن لغة ال HTML بل مكملة لها كونها تمد الصفحات بخصائص وصفية يحددها المصمم بعكس ال HTML حيث الوسوم محددة آنفا ومحدودة. وبالتالي فإن ال XML تحل مشكلة كبيرة في عالم الإنترنت وهى فوضى المواد المنشورة لأن أحد ما توّفره للمهتمين بالنشر الإلكتروني هي إمكانية وصف مستنداتهم بطريقة MARC التي تعتمدها المكتبات في فهارسها الإلكترونية وهذا يعني أن صفحات الإنترنت التي تصف نفسها بواسطة ال XML يمكن فهرستها كجزء من مقتنيات المكتبة موسعين نطاق ما يحصل عليه المستخدم وفاتحين آفاق أكبر لأخذ المنشورات الإلكترونية على محمل الجد. حريّ بالذكر أن لغة ال WAP المستعملة في مجال الهواتف النقالة هي من نسل ال XML.

ما يهمنا هنا هو أن إتحاد W3 أوجد لغة تسمى SVG وهي اختصار ل Scalable Vector Graphics أوالرسوم المتصلة القابلة لتغيير القياس والتي تتيح إنشاء أشكال وصور ثنائية الأبعاد من خلال كتابة أوامر نصية متوافقة مع ال XML مما يعني حجما أصغر بكثير للملفات. في عالم الرسوميات هنالك التقنية القديمة المسماة ب Raster أو التقنية النقطية والتي نجدها في معظم الصور المحفوظة بنسق GIF أو JPG حيث يتم تقسيم الصورة على شكل نقط، وهنالك التقنية الأحدث وهي تقنية ال Vector التي تأتي شكل شبيه بالمعادلة. مميزات طريقة ال Vector أن الصورة يمكن تكبيرها أو تصغيرها دون أن يتأثر حجم ملفها فضلا طبعا عن التوفر في حجم الصورة الأصلي الناتج عن كون الملف عبارة عن معادلة لا رسما مقسما لمجموعة من النقاط كما هو الحال مع التقنية الأولى. الجميل في تقنية SVG أنها تمكن من إنشاء أشكال ديناميكية متحركة كما أن الرسومات التي تحتوى على نصوص يمكن أن تدرج محركات البحث! أحد المنتجات القريبة لإتحاد W3 كان الـSMIL وهي لغة تمكن من إنشاء ملفات الفيديو وإن كانت رموز الXML تستخدم هنا في تعزيز فاعلية ملف الفيديو المعروض ومنحه خصائص إضافية وليس كتابته من الصفر.

علي أعترف بخيبة الأمل على اقتراحي المهدر الذي لم يتسن لأحد من أبناء جلدتي العمل عليه، لكن هذا يعلمنا جميعا درسا هاما؛ فقد قلت الأسبوع الفائت أننا ما عدنا في عالم من يملك ومن لا يملك بل في عالم من يسرع ومن لا يسرع، لكن إذا لم نكن من ذوي الصفوف المتقدمة فالإسراع وحده لا يكفي، ولا شئ أقل من مضاعفة السرعة ومضاعفة الجهود ومضاعفة الآمال سيجدي وإلا سنسقط غير مأسوف علينا.