حوار/إنكار
يستغربُ كثيرا. ما الذي جعلهم يغمرونه بالمطهّر كل ساعة أو شطرها؟ ولم يكُ من قبل يُنظف إلا إذا أصابه قذى ظاهر للعيان.
يصيبه الحُكَاك من المطهّر الخانق، ومن غلالة من النايلون المؤقت توضع فوقه. يتململ مقبضُ عربة التسوق، يسأل غلالةَ النايلون الجديدة عمّا يحدث، وأنّى لها أن تعرف وهي الجديدة على هذا العالم، الوليدة توا من العلبة.
تهمس لهما عجلةُ عربة التسوق العتيدة العتيقة:
"أما تعلمان؟ البشر خائفون من الإصابة بفيروس فتّاك، وكل هذه إجراءات وقائية كي لا يصابوا به."
يستسخر المقبض: "قه، قه، قه! عجلة ثرثارة هذّارة كالعادة. إياكِ أن تصدقيها يا صغيرة!"
يتنحنح المقبض، ثم يتابع بعنجهية:
"أنا -ولا فخر- نقلت عددا لا يُحصى من الفيروسات، وقدرا لا يُعدّ من البكتيريا لبني البشر طوال مدّة خدمتي ولم يعترض أي منهم. محال أن أصدّق أن البشر صاروا ينظفونني بهذه المحمومية لهذا السبب السخيف."