مُفارَقة
تُنتنها رائحة السجائر الساخمة. تخنقها الكلمات الفظة تضربُ أعطافها. تتجاهل الواقع المقرف، تنغمس في أحلام اليقظة. كان يمكنه أن يكون جرّاحا مغوارا ينقذ النفوس، ويخيط جراح المعارك. كان يمكنه أن يكون باحثا عبقريا، ينبري في معمله يخترع ترياقا خارقا. كان يمكنه أن يكون ...
يقطع أحلامها الشاعرية والوردية بيده الخشنة، ينزعها بعنف، يرمي بها في سلة النفايات. ينفض يديه قائلا: "كمامة قذرة!". يعقّم يديه من بعدها بمطهر صغير يحمله في جيبه. يشعر بالفخر بعد أن يفعل، فقد أوصت التعليمات أن تُبدل الكمامة كل بضع ساعات من باب الاحتياط.