اشتاق إليهم الرصيف الهَرِم. اشتاق إلى الأقدام الصغيرة، وللعراكات وقت الظهيرة، وللسيارات ترتقيه حين يضيق بها الشارع، والأخرى تصطدم به محدثة شقوقا وكسورا به.
كانت السدرة القديمة المزروعة في منتصفه تعلم ما حدث. كانت الأخبار تأتيها من علٍ؛ من العصافير والغيوم. كانت تعلم أنّ زحام المدرسة لا يزال قائما، لكنه انتقل إلى فضاء افتراضي.
لم ترد السدرة أن تفطر قلبه، لم ترده أن تخبره أن غيابهم سيطول على ما يبدو، فقالت له:
"لقد سافروا جميعا إلى مكان بعيد".
كذبة بيضاء، تعلمتها من أهالي الكبار يقولونها للأطفال الذين تُوفِيَ ذووهم.