مغبّة البكاء

 

بعد إهمال دامَ أربع سنوات، كان يُعامل فيه حِلْيةً منزليةً، وخلفيّةً للتصوير أحيانا، ومربضًا للهرّة أحيانا أُخَر؛ صار له جماهير غفيرة. حتّى أنّهم وضعوا جدولا ينظّم استخدامهم له.

شعرَ أخيرًا بجدارته، شعر أنّه أعطي الفرصة ليصنع مجده، ويبرهن على نفعه، ويضع بصمته في الحياة. من فرط السعادة أخذ ينتحب، ثم صدر منه نشيج شديد، نشيج فرح مؤجّل لسنوات.

راعَ هذا الأوادمَ، تحلّقوا حوله، يتحقّقون من حاله، ويزيّتون مفاصله علّ صريرها يزول.

صرخ كبيرهم بحزم:

" خرّبتم الجهاز باستعمالكم الجائر! لا يمكنني أن أصلحه، ولا حتّى أن أبيعه في سوق الخردة في ظل حظر التجول. اتركوه، لا أريده أن ينكسر. وابحثوا لكم عن شيء آخر تشغلون به وقت فراغكم."

وعاد جهاز الرياضة مجرّد حلية منزلية، وخلفيّة للتصوير أحيانا، ومربضا للهرّة أحيانا أُخَر.