مقامات

يتمطى الأب، ثم يقول بهدوء متصنّع:

"الزواج قسمة ونصيب يا بنيّ."

يُفجع الخاطب، يردّ عليه:

"لكنّي أحبها يا عمي. وصدّقني، سأجعلها أسعد مخلوقة."

يهزقُ الأب، ينظر للخاطب باحتقار:

" بالله عليك! مُذ متى وقفّازات الـ"ڤينيل" تتجرأ وتقترن بقفازات الـ"لاتكس"؟!  هل تعرف كم سعرنا في السوق مقارنة بكم؟ هل نسيت أنّنا مصنوعون من المطّاط الطبيعي؟ اذهب واخطب فتاة "ڤينيلية" على شاكلتك. فنحن آل الـ"لاتكس" لا تقترن إلا بمن يكافئنا."

يتمطّى الأب مجددا بغرور، غافلا عن ابنه المغرم بفردة قفّاز زرقاء جميلة مصنوعة من مادّة الـ"نايترايل" القويّة والغالية.